فالمقصد الأول الذي هو في أبعاد الفاجعة يتضمن بيان المفردات المأساوية والمثيرة التي تجمعت في الفاجعة، وجعلتها في قمة المآسي الدينية والإنسانية، وبالحجم المناسب لخلوده، ولما ترتب عليها من آثار جليلة.
وتأكيد ذلك بما ظهر من ردود الفعل السريعة لها مع التعرض لهوله..
أولاً: في المجتمع الإسلامي، حيث أججت عواطفهم بنحو أظهرت غضبه على السلطة وبغضه له.
وثانياً: في السلطة التي قارفت الجريمة نفسه، حيث شعرت بالخيبة والخسران، واضطرت للتراجع عن عنفوانها فيما يخص الحدث والتنصل من الجريمة في محاولة يائسة.
والمقصد الثاني الذي هو في ثمرات الفاجعة ومكاسبه، فقد ذكرنا فيه أن المكاسب المذكورة على قسمين:
الأول: المكاسب الدينية. ولها الموقع الأهم في الحدث، والأوفى بحثاً وتقييماً في هذا الكتاب وهي ذات جانبين:
1ـ مكاسب الإسلام بكيانه العام.
وحيث كانت نهضة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) في ضمن سلسلة جهود أهل البيت (عليهم السلام) في رعاية الإسلام والحفاظ على الدين وإيضاح معالمه، فقد ألزمنا ذلك التعرض..
أولاً: لخطر التحريف الذي تعرض له دين الإسلام نتيجة انحراف السلطة، وخروجها عن أهل البيت (صلوات الله عليهم) . وقد أفضنا في خطوات السلطة المتلاحقة، ومشروعها في التعتيم على الحقائق والتحكم في الدين، وفي حجم الخطر لو ترك الأمر له، ولم يكبح جماحه.