قال الطبرسي [1]: روى عبد الله بن الحسن بإسناده عن آبائه (عليهم السلام): أنه لما أجمع أبو بكر وعمر على منع فاطمة (عليه السلام) فدكاً وبلغها ذلك لاثت خمارها على رأسه، واشتملت بجلبابه، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها [2]، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله (صلى الله عليه واله)، حتى دخلت على أبي بكر، وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم. فنيطت دونها ملاءة، فجلست ثم أنّت أنّة أجهش القوم لها بالبكاء، فارتج المجلس. ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله، فعاد القوم في بكائهم. فلما أمسكوا عادت في كلامه. فقالت (عليه السلام):
"الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدم، من عموم نِعَمٍ ابتداه، وسبوغ آلاء أسداه، وتمام منن أولاه، جمّ عن الإحصاء عدده، ونأى عن الجزاء أمده، وتفاوت عن الإدراك أبده، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصاله، واستحمد إلى الخلائق بإجزاله، وثنى بالندب إلى أمثاله.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. كلمة جعل الإخلاص تأويله، وضمّن القلوب موصوله، وأنار في التفكر معقوله. الممتنع من الأبصار رؤيته،