responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 520

وإضعاف الهمم.

بينما نرى السواد الأعظم إذا اقتنعوا بإحياء المناسبات، وتجذر ذلك في أعماقهم، فهم أقدر على التمسك بعاداتهم والاستمرار عليه، لأنهم أبعد عن الضغوط، وأقدر على التخلص منها أو الالتفاف عليه. ولنا في تجربة العراق القريبة أعظم العبر.

ويزيد في أهمية فعاليات الجمهور والسواد الأعظم أن كثرتهم، وسعة رقعة تواجدهم، واختيارهم في التعبير عن شعورهم الطريقة الأكثر إلفاتاً للحدث والأقوى وقعاً في التنبيه له، كل ذلك يجعل ممارساتهم سبباً في تبدل جوّ المجتمع الذي يعيشون فيه، وتحويل صورته لصالح الحدث، بنحو يدعو الجاهل، وينبّه الغافل، ويشدّ في اندفاع العامل، ويزيده ثباتاً وإصراراً وعزماً وتصميم.

وبذلك تترك الممارسات المذكورة بصماتها في المجتمع وتجعله يعيش الحدث، ويتفاعل معه، حتى يكون جزءاً من كيانه.

على الخاصة دعم الجمهور في إحياء المناسبات بطريقتهم

وإذا كانت الخاصة لا تستطيع المشاركة في هذه الممارسات عند الأزمات، بل قد لا تستطيع الإعلان عن شرعيته، فضلاً عن التشجيع عليه، للأسباب السابقة، فإنها تستطيع ذلك كله عند انفراج الأزمة، وإطلاق الحريات.

فاللازم قيامها بذلك حينئذ من أجل رفع معنويات الجمهور، وإشعارهم بأهمية موقعهم وموقفهم في إحياء المناسبات المذكورة، وتأكيد شرعية ذلك كله، وشكرهم عليه.

وبذلك تسدّ الطريق على من يحاول أن يفتّ في عضد الجمهور في ممارساتهم، ويحطّ من قدرهم، ويصمهم أو يشنع عليهم بالجهل في قيامهم

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 520
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست