وكأنه إلى ذلك يشير حديث المفضل بن عمر قال: "قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): اكتب وبث علمك في إخوانك. فإن متّ فأورث كتبك بنيك، فإنه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلا بكتبهم" [1] .
ظهور المرجعيات الدينية بضوابطها الشرعية
وقد انبثقت من تلك الحوزات ـ نتيجة الحاجة الملحة، خصوصاً بعد الغيبة الكبرى ـ المرجعيات الدينية، بضوابطها الشرعية المعذرة بين يدي الله عز وجل.
وعمدة تلك الضوابط ـ بعد العلم بأحكام الدين ـ العدالة بمرتبة عالية تناسب ثقل الأمانة التي يعهد فيها للمرجع، وهي دين الله تعالى القويم، حيث يتعرض المرجع لضغوط نفسية وخارجية كثيرة في عملية الوصول للحكم الشرعي، وفي الفتوى وتثقيف عموم المؤمنين به.
فلابد من قوة العدالة، تبعاً لشدة الخوف من الله عز وجل، لتكون حاجزاً دون الانحراف أمام تلك الضغوط ومانعاً من الاستجابة لها مهما اشتدت.
بعض الأحاديث في ضوابط التقليد
وفي الحديث الشريف عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه بعد أن ذمّ اليهود بتقليدهم لعلمائهم قال: "وكذلك عوام أمتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر، والعصبية الشديدة، والتكالب على حطام الدنيا وحرامه، وإهلاك من يتعصبون عليه وإن كان لإصلاح أمره مستحق، وبالترفرف بالبر والإحسان على من تعصبوا له وإن كان للإذلال والإهانة مستحق، فمن قلّد من عوامنا مثل
[1] الكافي ج:1 ص:52. كشف المحجة لثمرة المهجة ص:35. وسائل الشيعة ج:18 ص:56.