responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 49

التشهير به وبهم، وتركهم غنيمة بأيدي تلك الوحوش الكاسرة والنفوس المغرقة في الجريمة والرذيلة.

ولم يمنعه شيء من ذلك عن التصميم والتخطيط والإصرار والاستمرار حتى النهاية التي حصلت بعد ما يقرب من ستة أشهر.

تحلي الإمام الحسين (عليه السلام) بالعاطفة

ولاسيما أنه (صلوات الله عليه) لم تجف عاطفته في هذه المدة الطويلة، ولم يتجرد عنها ويدعها جانب، كما قد يحصل لكثير من ذوي التصميم والإصرار على الدخول في الصراعات المضنية ومقارعة الأهوال، بل كان (عليه السلام) ـ كسائر أهل بيته ـ متكامل الإنسانية. فهو أشدّ الناس عاطفة، وأرقهم قلب، يتفاعل مع الآلام والمصائب التي ترد عليه، وتستثيره المناسبات الشجية حسرة وعبرة. كما يظهر بمراجعة تفاصيل الواقعة تاريخي. وتقدم منّا التعرض لبعض مفردات ذلك. وربما يأتي شيء منه في أثناء حديثنا هذ.

وذلك يزيد في معاناته (عليه السلام) في هذه المدة الطويلة، خصوصاً في تخطي مفاصلها المثيرة للعاطفة والباعثة على الحسرة. كما انتبهت لذلك أخته العقيلة زينب الكبرى (عليه السلام) حينما أنشد (صلوات الله عليه) ليلة العاشر من المحرم:

يا دهر أف لك من خليل *** كم لك بالإشراق والأصيل

من صاحب أو طالب قتيل *** والدهر لا يقنع بالبديل

وإنما الإمر إلى الجليل *** وكل حيّ سالك السبيل

حيث لم تملك نفسها أن وثبت تجر ثوبها وإنها لحاسرة حتى انتهت إليه، فقالت: "واثكلاه. ليت الموت أعدمني الحياة. اليوم ماتت أمي فاطمة وعلي أبي وحسن أخي. يا خليفة الماضي وثمال الباقي". فنظر (عليه السلام) إليه، وقال: "يا أخيه

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست