الثالث: بيان أهمية الإمامة في الدين وضوابطها وشروطها ووجوبه، وعدم خلوّ الأرض من الإمام، ورفعة مقام الإمام عند الله عز وجل، وتميزه عن رعيته بالعلم والعصمة وكثير من صفات الكمال، ووجوب معرفته وموالاته وطاعته والتسليم له، وحرمة الردّ عليه والاستهانة بشأنه... إلى غير ذلك.
وما ورد عنهم (عليهم السلام) في ذلك كثير جد. وبمضامين في غاية السمو والرفعة. ولا يسعنا التعرض لها إجمال، فضلاً عن تفصيل الكلام فيه. ويسهل الاطلاع عليها بالرجوع لتراثهم الرفيع.
دعم مقام الإمامة بالكرامات والمعاجز
وقد دعم ذلك وأكده ما صدر منهم (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، إماماً بعد إمام، من الكرامات الباهرة، والمعاجز الخارقة التي تأخذ بالأعناق.
وقد بدأ ذلك أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، وتتابع عليه الأئمة من ولده (عليهم السلام)، حتى نشأ عليه الشيعة، وعرف بينهم، فكان من دلائل الإمامة التي تتوقع ممن يتصدى لها أو يدعيه. وكثيراً ما يطالب به.
وهذه المفاهيم والأمور كلها غريبة على جمهور المسلمين، حسبما نشؤوا عليه من مفاهيم الإمامة، وواقع أئمتهم. حتى ربما كان الاعتقاد بذلك سبباً للتشهير بالشيعة والتشنيع عليهم.
وذلك مما يزيد الشيعة تمسكاً وإصرار. بل هو منشأ لاعتزازهم، لشعورهم بأنهم يتميزون بحقيقة شريفة، وواقع رفيع، لا تتحمله عقول غيرهم. والناس أعداء ما جهلو.