responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 474

للعهود والمواثيق، واستهانته به، فكيف يكون خطابه لعامة الناس مع ما يملك من قوى إعلامية هائلة، وأعوان نفعيين لا يبالون بتشويه الحقيقة وتحريفها لصالح مشروعه الجهنمي؟!.

والحاصل: أن الإمام الحسن (صلوات الله عليه) لم يكن مع معاوية في وضع يسمح له بالتضحية والفداء، كما فعل الإمام الحسين (صلوات الله عليه) مع يزيد، فضلاً عن أن يدخل في صراع مع معاوية من أجل إصلاح الأوضاع وتعديل مسيرة الإسلام التي انحرفت بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وزاد انحرافها في عهد معاوية، كما هو الوضع الطبيعي في كل انحراف.

وإذا كان كثير من الشيعة في الكوفة قد حاولوا حمل الإمام الحسن (عليه السلام) على الثورة والتغيير بعد نقض معاوية للعهد وسوء سيرته فيهم، فذلك منهم ناشئ عن فقدهم النظرة الموضوعية نتيجة تأجج عاطفتهم نحو أهل البيت (صلوات الله عليهم) وشدّة أسفهم لاعتزالهم السلطة، وإنكارهم سوء سيرة معاوية. ولذا لم يستجب الإمام (عليه السلام) لهم وإن طيّب خواطرهم وأثنى عليهم.

موقف الإمام الحسين (عليه السلام) في عهد معاوية بعد أن تقلد الإمامة

وبذلك يظهر تعذر كلا الأمرين أيضاً من الإمام الحسين (صلوات الله عليه) في عهد معاوية بعد تقلده للإمامة خلفاً لأخيه الإمام الحسن (صلوات الله عليه) . فإن جميع ما سبق في وجه تعذر خروج الإمام الحسن (عليه السلام) على معاوية جارٍ في حقه (عليه السلام)، حيث لم يتغير شيء، كما هو ظاهر.

وقد سبق منه (صلوات الله عليه) في جوابه لكتاب أهل الكوفة التصريح بامتناعه عن الخروج مادام معاوية حياً [1] . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وإليه يرجع الأمر كله.


[1] تقدم في ص: 465.

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 474
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست