responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 427

وإذا كان الإمام الحسين (صلوات الله عليه) قد استجاب لهم من أجل التضحية لصالح الدين ـ كما أوضحناه فيما سبق ـ فإن ذلك لم يكن هو مشروعهم الذي تحركوا من أجله، بل حاولوا إقامة حكم إسلامي أصيل يطبق الإسلام عملياً بالوجه الكامل.

كشفت فاجعة الطف عن تعذر إصلاح المجتمع بالوجه الكامل

وقد كشفت فاجعة الطف أخيراً عن تعذر ذلك، وأكدت ما كشفت عنه تجربة أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) من قبل.

وكلما امتدّ الزمن كان ذلك أولى بالتعذر، فإن ظرف نهضة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) يتميز عما بعده من العصور بأمور:

الأول: شخص الإمام الحسين (صلوات الله عليه)، الذي هو أعرف الناس بحقيقة الإسلام. مع مؤهلاته الشخصية الأخرى، من حكمة واستقامة، وقوة وتصميم، وصلابة موقف... إلى غير ذلك.

مضافاً إلى أنه خامس أصحاب الكساء (عليهم السلام)، وقد فرض احترامه على عموم المسلمين، وهم يرونه في قرارة نفوسهم الرجل الأول فيهم، كما سبق.

الثاني: القرب من العهد النبوي، حيث يوجد بقية من كبار الصحابة والتابعين، الذين هم على علم بكثير من الحقائق قد تكون خفيت بعد ذلك.

الثالث: التدهور السريع نتيجة الانحراف، خصوصاً في العهد الأموي، الذي تمادى فيه الانحراف لصالح من يعرف عنهم المسلمون أنهم أعداء الإسلام، حيث صدمهم ذلك، وعظم وقعه عليهم.

أما بعد ذلك فيهون ما استصعبوه أول، إذ كلما طال الزمن وتعاقبت الأجيال يخفّ وقع الانحراف والتدهور، ويألفه المجتمع حتى يكون جزءاً من

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 427
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست