responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 424

فهو مرفوض أولاً: لأن التخلي عن مشروع الإصلاح والالتزام بتعذره، أو الاكتفاء منه بالقليل الممكن، مع الحفاظ على المبادئ المذكورة، أهون بكثير من الخروج في وسيلة الإصلاح عن الدين والمبادئ الشريفة والمثل السامية، كما قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): "لا أرى إصلاحكم بفساد نفسي" [1] .

وثانياً: لأن الحفاظ في الأوقات الحرجة على الدين والمبادئ الشريفة، هو بنفسه إصلاح للمجتمع على الأمد البعيد، لأنه يذكر بالدين والمبادئ المذكورة، وينبه إلى أهميته، وإلى أن هذه المبادئ عملية قابلة للتطبيق، ولا يتخلى عنها أهلها مهما كلفتهم من تضحيات. وليست هي فرضيات صرفة، أو شعارات برّاقة لإقناع الناس واصطياد الأتباع.

وذلك في حقيقته حثّ عملي عليها يوجب تركزها في النفوس وله أعظم الأثر في إصلاح المجتمع ورفع مستواه الخلقي.

لا يتابع مدعي الإصلاح مع عدم سلامة آلية العمل

ويترتب على ما ذكرنا أنه لا ينبغي لعموم الناس التجاوب مع مدعي الإصلاح إذا لم يلتزم بالمبادئ والمثل، وسوغ لنفسه الخروج عليه.

لأن ذلك يكشف إما عن كذبه في دعوى الإصلاح، أو عن ضعفه أمام المغريات والمبررات المزعومة، بنحو لا يؤمن عليه من الانحراف في نهاية المطاف، فيكون التعاون معه تغريراً وتفريطاً لا يعذر صاحبه فيه.

والحذر ثم الحذر من أن تجرّ شدة الانفعال من الفساد، والرغبة العارمة في الإصلاح، إلى مواقف انفعالية عاطفية يفقد الإنسان بها رشده، فيتخلى في سبيل


[1] أنساب الأشراف ج:3 ص:215 غارة بسر بن أبي أرطاة القرشي. الإرشاد ج:1 ص:273. الأمالي للمفيد ص:207. بحار الأنوار ج:34 ص:14.

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 424
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست