سبق في المطلب الأول أن فاجعة الطف قد هزت ضمير المسلمين، ونبهتهم من غفلتهم، وانتهت بهم إلى الالتزام بانحصار المرجعية في الدين بالكتاب المجيد والسنة الشريفة.
ومن الظاهر أن ذلك كما يكون مكسباً للإسلام بكيانه العام، كذلك هو مكسب جوهري للتشيع بالمعنى الأخص، وهو الذي يبتني على أن الخلافة والإمامة بالنص، وأن الأئمة اثنا عشر.
اعتماد التشيع بالدرجة الأولى على الكتاب والسنة
وذلك لاعتماد التشيع المذكور بالدرجة الأولى على الكتاب المجيد والسنة الشريفة. وخصوصاً السنة، التي حاولت السلطة في الصدر الأول تغييبه، والتحجير عليه، والمنع من روايتها إلا في حدود مصلحته، كما سبق.
ومن الطريف جداً أن العناية الإلهية حفظت لهذا التشيع ما يكفي في الاستدلال عليه والرد على خصومه، من الكتاب المجيد وأحاديث الجمهور ورواياتهم، ومن التاريخ الذي ثبتوه بأنفسهم، بحيث لو تجرد الباحث عن التراكمات والموروثات التي ما أنزل الله بها من سلطان، ونظر في تلك الأحاديث ووقائع التاريخ بموضوعية تامة، لاتضحت له معالم الحق، وبخع لدعوة التشيع،