responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 373

صورتهم، وسقط اعتبارهم، من أجل ما سبق، بل خرج كثير من غيرهم على السلطات المتعاقبة. وفيهم من يَكنّ له المسلمون ـ على اختلاف ميولهم وتوجهاتهم ـ الاحترام أو التقديس.

وتقييم جمهور الناس لخروج الخارج تابع لتقييمهم لشخصه، ولما يقتنعون به من مبادئه وأهدافه وسلوكه. ولا يكون الخروج على الحاكم بنفسه جريمة بنظر عموم المسلمين حسب مرتكزاتهم. كما هو الحال عند الشارع الأقدس في الخروج على الإمام الشرعي، حيث يكون الخارج عليه باغياً يجب على المسلمين قتاله، حتى يفيء لطاعته ويلزم جماعته.

غاية الأمر أن الخليفة نفسه حيث يفترض شرعية سلطته، فهو ومرتزقته يفترضون الخارجين عليه بغاة يعاملونهم معاملتهم. بل كثيراً ما يزيدون في التنكيل بهم على حكم البغاة تعدياً وطغيان.

إلا أن ذلك يفقد المصداقية عند جمهور المسلمين وعامتهم، فلا يعترفون للخليفة بذلك، بل يرون هدفه الدفاع عن سلطته، وإشباع شهوته في الحكم والسلطة والاستغلال والاستئثار.

غاية الأمر أنهم يستسلمون أخيراً للغالب بغض النظر عن شرعيته، اعترافاً بالأمر الواقع، كما هو الحال في صراع الملوك فيما بينهم.

صارت الإمامة عند الجمهور دنيوية لا دينية

الثاني: أن الخلافة والإمامة في الصدر الأول كانت دينية ودنيوية، فكما يكون الخليفة مرجعاً للمسلمين في أمور دنياهم وسياسة أمورهم، يكون مرجعاً لهم في دينهم.

وهو وإن كان قد يسأل غيره، ويستعين برأيه، إلا أن له القول الفصل

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 373
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست