responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 348

شرعية السلطة تيسر لها التدرج في تحريف الدين

وإذا مضت مدة معتد به، وتحقق للسلطة ما تريد، تعامل الناس معها على أنها الأمر الواقع الممثل للدين. وحينئذ يتيسر لها التلاعب به وفق أهدافها وأهوائه، وانطمست معالم الدين الحق، وكان الدين عندهم دين السلطة أو المؤسسة التي تنسق معه.

وحتى لو فرض تبدل السلطة نتيجة العوامل الخارجية، فإن السلطات المتعاقبة تبقى هي المرجع في الدين ـ جرياً على سنن الماضين ـ بعد أن انطمست معالمه، وضاعت الضوابط فيه. وهكذا يبقى الدين أداة بيد السلطة تستغله لصالحه.كما حصل ذلك في الأديان السابقة.

وببيان آخر: إن تعديل مسار السلطة وإن كان متعذر، إلا أن السكوت عن سلطة الباطل في ذلك المنعطف التاريخي له، والتعامل معها على أساس الاكتفاء بالميسور من التخفيف في الجريمة والمخالفة للدين والتحريف فيه، يفسح لها المجال للتدرج في تحقيق أهدافها في تحريف الدين وتحويره، بنحو يكون أداة لتركيز نفوذها وتثبيت شرعيته، وإكمال مشروعه.

وذلك يكون بأمرين:

الأول: التدرج في المخالفات والتحريف، بنحو لا يستفز الجمهور. وكلما ألف الجمهور مرتبة من الانحراف انتقلت للمرتبة الأعلى، وهكذا حتى يألف الجمهور تحكم السلطة في الدين وتحويرها له.

ويدعمها في ذلك..

أولاً: أنه سبق التحكم في الدين من الأولين الذين يُكِنّ لهم الجمهور الاحترام، الذي قد يصل حدّ التقديس. وقد تقدم بعض مفردات ذلك.

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 348
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست