مات معاوية وقد خلف للإسلام تركة ثقيلة. حيث أقام دولة ذات أهداف قبلية جاهلية، تتخذ من الإسلام ذريعة لتحقيق أهدافه، ولو بتحريفه عن حقيقته، كما سبق.
ولو قدر لها البقاء والعمل كما تريد لقضت على جهود أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في كبح جماح الانحراف، وتعريف المسلمين بمعالم دينهم، ليستضيء بها من يطلب الدين الحق، ويحاول التعرف عليه والتمسك به.
أحكم معاوية بناء دولة قوية
وقد أحكم معاوية بناء هذه الدولة وأرسى أركانها بالترغيب والترهيب، والإعلام الكاذب والتثقيف المنحرف، وإثارة العصبية والنعرات الجاهلية، فكانت هي المعايير العامّة في إعلان الولاء والتأييد.
وتجاهل ذوو النفوذ في المجتمع ما عداها من دواعي الدين والمبادئ والمثل والأخلاق، وتسابقوا في إرضاء السلطة والتزلف لها والتعاون معها ودعمه. وأَلِفَ الجمهور ذلك وتأقلموا معه، على أنه هو الواقع العملي للخلافة والسلطة، وللدين الذي تمثله.
وقد أوضح ذلك معاوية، في وصيته لابنه يزيد، حيث قال له في مرضه