responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 330

(صلوات الله عليه) ولذريته، وفعل الأفاعيل في سبيل ذلك. ونشط في عهده الفقهاء والرواة ممن هم على خلاف خط أهل البيت (عليهم السلام) . وبذلك عاد مسار ثقافة السلطة إلى ما كان عليه في عهد المنصور ومن بعده.

ودونت في قرنه ـ وهو القرن الثالث ـ أصول كتب الحديث عند الجمهور وصحاحهم، وشيدت عقيدتهم في تقديم الأولين، وفي عدالة الصحابة عموم، بما في ذلك معاوية وأمثاله.

وتأكد ذلك عند العامة على مرّ الزمن وتجذر فيهم، بل أغرقوا فيه حتى ربما ضاقت السلطة ببعض مواقفهم وممارساتهم.

ففي سنة مائتين وسبعين للهجرة قضت السلطة على صاحب الزنج. قال العلاء بن صاعد بن مخلد: "لما حمل رأس صاحب الزنج، ودخل به المعتضد إلى بغداد، دخل في جيش لم يرَ مثلُه، واشتق أسواق بغداد والرأس بين يديه. فلما صرنا بباب الطاق صاح قوم من درب من تلك الدروب: رحم الله معاوية وزاد. حتى علت أصوات العامة بذلك، فتغير وجه المعتضد، وقال: ألا تسمع يا أبا عيسى؟! ما أعجب هذا! وما الذي اقتضى ذكر معاوية في هذا الوقت؟!.

والله لقد بلغ أبي إلى الموت، وما أفلَتّ أنا إلا بعد مشارفته، ولقينا كل جهد وبلاء، حتى أنجينا هؤلاء الكلاب من عدوهم، وحصّنا حرمهم وأولادهم.

فتركوا أن يترحموا على العباس وعبد الله ابنه ومن ولد من الخلفاء، وتركوا الترحم على علي بن أبي طالب وحمزة وجعفر والحسن والحسين!.

والله لا برحت أو أؤثر في تأديب هؤلاء أثراً لا يعاودون بعد هذا الفعل مثله. ثم أمر بجمع النفاطين، ليحرق الناحية.

فقلت له: أيها الأمير. أطال الله بقاءك. إن هذا اليوم من أشرف أيام الإسلام، فلا تفسده بجهل عامة لا خلاق لهم. ولم أزل أداريه، وأرفق

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 330
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست