responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 31

يدنونها من الفرس. فإذا عبّ فيه ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً عزلت عنه وسقوا آخر حتى سقوا الخيل كلها" [1] .

ويظهر من ذلك أنه (عليه السلام) قد تهيأ للقاء الحر وجيشه من السحر حينما أمر باستقاء الماء فأكثروا منه. وإلا فركب الإمام الحسين (صلوات الله عليه) يقارب المائتين أو يزيد عليها قليل، وليس من الطبيعي أن يستقي من الماء ما يفيض عن حاجته بمقدار ما يكفي لإرواء ذلك الجيش البالغ ألف نفر وإرواء خيلهم لو لم يكن (عليه السلام) قد تهيأ لذلك وتعمد الزيادة من الماء سحراً قبل ارتحاله من شراف.

وإذا كان (عليه السلام) عالماً بلقاء ذلك الجيش فمن الطبيعي أن يكون عالماً بنتائج ذلك اللقاء وما يترتب عليه، وموطناً نفسه عليه، من أجل تحقيق هدفه. وإلا كان بوسعه الرجوع قبل لقائه.

وبذلك يظهر أن محاولته (صلوات الله عليه) بعد لقاء ذلك الجيش الرجوع [2] ليس لاحتمال فسح المجال له وقبولهم بذلك، في محاولة للتراجع عن مقصده بعد أن ظهر له خطأ تقديره وحساباته، بل هو أشبه بطلب صوري إقامة للحجة، ومقدمة لاتفاقه مع الحر على أن يسير في طريق لا يوصله للكوفة ولا يرده للمدينة، بل ينتهي به إلى حيث انتهى. وقد تحقق له (عليه السلام) ما أقدم عليه.

اتفاقه (عليه السلام) مع الحرّ في الطريق

ولما التقى (صلوات الله عليه) بالحرّ بن يزيد الرياحي ـ الذي بعثه ابن


[1] تاريخ الطبري ج:4 ص:302 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، واللفظ له. الإرشاد ج:2 ص:76ـ77. وقد رواه مختصراً ابن الأثير في الكامل في التاريخ ج:4 ص:46 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه) .

[2] تاريخ الطبري ج:4 ص:303 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة. الكامل في التاريخ ج:4 ص:47 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه) .

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست