responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 302

وقد صرّح بذلك زهير بن القين (رضوان الله عليه) في خطبته على عسكر الأمويين قبيل معركة الطف، حيث قال: "يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله نذار. إن حقاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم. ونحن حتى الآن أخوة، وعلى دين واحد، وملة واحدة، ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منا أهل. فإذا وقع السيف انقطعت العصمة، وكنا أمة وأنتم أمة..." [1] .

وبذلك يظهر موقف أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) من جميع من قاتله في حروبه، ونظرته إليهم، وتقييمه لهم.

الخلاصة في هدفه (عليه السلام) من تولي السلطة

والمتحصل من جميع ما سبق: أن أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) لم يقبل بالبيعة من أجل أن يَرجِع الحق إلى أهله، وتبقى السلطة في الإسلام في مسارها الذي أراده الله تعالى له. لأنه (عليه السلام) كان على يقين من عدم تيسر ذلك، وأنه لابد من عود السلطة إلى الانحراف في مساره.

وإنما كانت الثمرة المهمة لتوليه (عليه السلام) الخلافة تنبيه الأمة لانحراف مسار السلطة في الإسلام، وظهور كثير من الأحكام الشرعية والحقائق التي يتوقف عليها بقاء دعوة الإسلام الحق، وسماع صوته، إقامة للحجة، حتى مع عود السلطة للانحراف الذي فرض على الإسلام بعد ارتحال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للرفيق الأعلى.

قيامه (عليه السلام) بالأمر بعد عثمان بعهد من الله تعالى

ومن الطبيعي أن ذلك كله كان بعهد إليه من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الله عز وجل ((لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ)) [2] .


[1] تقدمت مصادره في ص:139.

[2] سورة الأنفال الآية: 42.

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 302
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست