responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 258

مدى اندفاع العامة مع السلطة في تلك الفترة

ويمكن أن نعرف مدى اندفاع الناس مع أولياء الأمور في ذلك الوقت، وعدم اهتمامهم بمعرفة الحقيقة، والدفاع عنه، مما تقدم في قصة صبيغ بن عسل [1] من امتناع الناس عن مجالسته لمنع عمر عن ذلك من دون أن يذكروا جرمه.

وما رواه جندب بن عبد الله الأزدي عند تعرضه للمشادة بين المقداد وعبد الرحمن بن عوف من أجل إقصاء أمير المؤمنين (عليه السلام) في تلك الشورى، وما تقدم من قول المقداد: "أما والله لو أن لي على قريش أعواناً لقاتلتهم قتالي إياهم ببدر وأحد" [2] .

قال جندب: "فاتبعته، وقلت له: يا عبد الله أنا من أعوانك. فقال: رحمك الله إن هذا الأمر لا يغني فيه الرجلان ولا الثلاثة".

قال: "فدخلت من فوري ذلك على علي (عليه السلام) فقلت: يا أبا الحسن، والله ما أصاب قومك بصرف هذا الأمر عنك. فقال: صبر جميل. والله المستعان. فقلت: والله إنك لصبور. قال: فإن لم أصبر فماذا أصنع؟... فقلت: تقوم في الناس فتدعوهم إلى نفسك، وتخبرهم أنك أولى بالنبي (صلى الله عليه وسلم)، وتسألهم النصر على هؤلاء المظاهرين عليك. فإن أجابك عشرة من مائة شددت بهم على الباقين. فإن دانوا لك فذاك، وإلا قاتلتهم، وكنت أولى بالعذر قتلت أو بقيت، وكنت أعلى عند الله حجة.

فقال: أترجو يا جندب أن يبايعني من كل عشرة واحد؟ قلت: أرجو ذلك. قال: لكني لا أرجو ذلك. لا والله، ولا من المائة واحد...".


[1] تقدم في ص:173 ـ 174.

[2] تقدم في ص:190.

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست