responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 149

الجهات المتنفذة والقوى الحاكمة، حيث تتخذ منها أداة لتقوية نفوذه، وتركيز حكمها وسلطانه، ولو على حساب الأسس التي تقوم تلك الدعوات والأنظمة والتعاليم التي تتبناه.

كما يتضح ذلك بأدنى نظرة في واقع الأنظمة والدعوات التي تبنتها الدول والحكومات عبر التاريخ الطويل، وحتى عصرنا الحاضر. حيث لا نجد دعوة حق أو باطل قامت على أساسها دولة في ظل غير المعصوم بقيت محافظة على أصالتها ونقائه، وعلى تعاليمها ومفاهيمها التي أسست عليه.

لكن الله عز وجل قد أخذ على نفسه أن يتم الحجة على الحق، كما سبق. بل هو اللازم عليه بمقتضى عدله وحكمته.. أولاً: لقبح العقاب بلا بيان. وثانياً: لعدم تحقق حكمة جعل الدين وإلزام الناس به إلا بوصوله وقيام الحجة عليه.

غلبة الباطل لا توجب ضياع الدين الحق وخفاء حجته

وحينئذ لابد من كون غلبة الباطل وتسلطه بنحو لا يمنع من قيام الحجة على بطلان دعوته، وصحة دعوة الحق، بحيث تنبه الغافل لذلك، وتقطع عذر الجاهل.

كما لابد أن تبقى الدعوة المحقة التي يرعاها المرجع المعصوم شاخصة ناطقة، بحيث لو طلبها من شاء من أهل ذلك الدين وغيرهم، ونظر في حجتها بموضوعية تامة، بعيداً عن التعصب والعناد، لوصل إليه.

ونتيجة لذلك لابد من كون الخلاف للحق، والخروج عنه ليس لقصور في بيانه وخفاء فيه، بل عن تقصير من الخارج بعد البينة، وقيام الحجة الكافية على الحق.

كما قال الله تعالى: ((كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست