responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 105

وأهل بيته (صلوات الله عليهم) إلا رواه.

وفي كل ذلك يقول من شهد الحديث من الصحابة: "اللهم نعم، وقد سمعنا وشهدنا". ويقول التابعي: "اللهم قد حدثني به من أصدقه وأئتمنه من الصحابة". فقال (عليه السلام): "أنشدكم الله إلا حدثتم به من تثقون به وبدينه". ثم تفرقوا على ذلك [1] .

جهود العائلة الثاكلة في كشف الحقيقة وتهييج العواطف

أما العائلة الثاكلة ـ التي لم يكن فيها من الرجال سوى الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) الذي أنهكه المرض ـ فقد رأت الأرضية الصالحة لبيان الحقيقة، والجوّ المناسب لذلك، فاستثمرت الظلامة لتهييج العواطف.

وقد تيسر لها في هذه المدة الطويلة أن تكشف الحقيقة، وتعلن عن شرف النهضة، ورفعة مقام أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وعن فداحة المصاب، وعظم الجريمة، بنحو ينبه الغافلين، ويهيج العواطف، ويصدع القلوب، ويترك أعمق الأثر في النفوس.

كان ذلك منها في كربلاء قبيل قتل الإمام الحسين [2] (عليه السلام) وبعد


[1] كتاب سليم بن قيس الهلالي ص:320ـ321. الاحتجاج ج:2 ص:18ـ19.

[2] تاريخ الطبري ج:4 ص:345 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة. الكامل في التاريخ ج:4 ص:78 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه) . البداية والنهاية ج:8 ص:204 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمة الشأن. الإرشاد ج:2 ص:112. وغيرها من المصادر.

وقد قال الطبري في حديث رواه: "وعتب على عبد الله بن عمار بعد ذلك مشهده قتل الحسين، فقال عبد الله بن عمار: إن لي عند بني هاشم ليد. قلنا له: وما يدك عندهم؟ قال: حملت على حسين بالرمح، فانتهيت إليه، فوالله لو شئت لطعنته، ثم انصرفت عنه غير بعيد، وقلت: ما أصنع بأن أتولى قتله؟!. يقتله غيري. قال: فشد عليه رجالة ممن عن يمينه وشماله، فحمل على من عن يمينه حتى ابذعرو، وعلى من عن شماله حتى ابذعروا ـ وعليه قميص له من خز، وهو معتم . قال: فوالله ما رأيت مكسوراً قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه، ولا أجرأ مقدم. والله ما رأيت قبله ولا بعده مثله. إن كانت الرجالة لتنكشف من عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب. قال: فوالله إنه لكذلك، إذ خرجت زينب ابنة فاطمة أخته... وهي تقول: ليت السماء تطابقت على الأرض. وقد دنا عمر بن سعد من حسين، فقالت: يا عمر بن سعد أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟! قال: فكأني أنظر إلى دموع عمر وهى تسيل على خديه ولحيته. قال: وصرف بوجهه عنها".

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست