فيها عدة أشهر ثم رجع من طريق أصفهان و بقي بها خمسة و عشرين يوما و كان ذلك في أيام رئاسة صاحبي مطالع الأنوار و الإشارات فاصر عليه صاحب المطالع بالمقام بها فأبى و اعتذر بكونه مأمورا من جانب والده بالرجوع إلى أوطانه و قيل انه اعتذر بأني عازم على المسير الى بلاد عراق العرب لحاجة فان لم أظفر بها رجعت الى هذه البلدة و يقال انه كان كثير الحرص على الاستفادة و كان مقصوده ملاقاة علماء العراق لعله يجد فيهم من يستفيد منه ثم انه رجع الى أوطانه و بقي فيها خمس سنين ثم خرج الى النجف الأشرف مختفيا فلحقه أهل بلاده ليمنعوه فاعتذر لهم بأنه ناذر زيارة ائمة العراق (صلوات اللّه و سلامه عليهم) و انه لا يسوغ له الرجوع شرعا قبل الزيارة فورد بلاد العراق في سنة ألف و مائتين و تسعة و أربعين و اقام بالنجف الأشرف مشتغلا بالبحث و التدريس و التصنيف و كانت الرئاسة العلميّة يومئذ لرجلين الشيخ الفقيه المحقق الشيخ على بن الشيخ جعفر (قدس اللّه روحيهما) و صاحب الجواهر (رحمه الله) و كان أولهما اشخصهما و كان المصنف (رحمه الله) يختلف الى مدرسته عدة أشهر ثم ترك الحضور عنده و استقل بالتدريس و التصنيف حتى توفي الأوّل و توفى بعد سنين صاحب الجواهر (رحمه الله) فانتهت إليه رئاسة الإمامية على الإطلاق فاطبقوا على تقليده في شرق الأرض و غربها ثم توفى هو (رحمه الله) في سنة ألف و مأتين و واحدة و ثمانين في مشهد الغري و دفن في دكة الحجرة الشريفة التي هي على يمين من يخرج من الباب الجنوبي للصحن الشريف فلذلك
و من قصيدة لبعض أهل كربلا في مرثيته رحمة اللّه عليه
كان نعشه و الاملاك تحمله * * * تابوت نور بدا من جانب طور
و فضائله (رحمه الله)
كثيرة فإنه قد جمع بين الحفظ و سرعة الانتقال و استقامة الذّهن و قوة الغلبة على من يحاوره لا يعنى عن حل اشكال و لا جواب إيراد و كان من علوّ همّته انه كان يعيش معيشة الفقراء و يبسط البذل على المستحقين خصوصا سرا و كان غالبا لا يجهر بالعطاء و مع ذلك لا يرى لنفسه فخرا و لا شأنا و قد قال له بعض أصحابه في مقام الثناء عليه انك تبالغ في إيصال الحقوق إلى أهلها فقال ان ذلك ليس فخرا و لا كرامة إذ من شأن من كلّ عامي و سوقي ان يودّى الأمانات إلى أهلها و هذه حقوق الفقراء أنا أوصلها إلى أهلها و ذكر لي بعض أفاضل تلامذته و خواصه في حال حيوته انه مع قطع النظر عن ملاحظة الشرع يستنكف من التصرف في حقوق الفقراء مع كونه فقير أو ليس هذا الا من علو همته و تناهيه في كمال الرّجولية و كان يجلب إليه في كلّ سنة عشرون الف تومانا بل أزيد و مع ذلك توفى و خلف بنتين لم تتمكنا من القيام بمصروف تعزيته فقام به و جل من أهل بيت المجد و الشرف ستة أيام بلياليها و له من المصنفات هذا الكتاب و هو عندي أحسنها و كتاب الطهارة المعروف بين الناس و كتاب الصوم و الزكاة و الخمس على وجه البسط و التحقيق و كتاب الصّلوة غير مرتب و كثير من أبواب الفقه كذلك و كان سببه انه كان ضعيف البصر جدا بحيث لا يتمكن من المطالعة بالليل و مع ذلك كان كثير الاشتغال بالعبادات و كان لا يحبّ ان يبرز شيئا غير منقّح فلذلك بقي كثير مما كتبه في أبواب الفقه غير منتظم و (كذلك) مباحث الألفاظ من علم الأصول و له رسالة في الرضاع و رسالة في التقية و رسالة في العدالة و رسالة في القضاء عن الميت و رسالة في المواسعة و المضايقة و رسالة في قاعدة من ملك شيئا ملك إلا قرابة و رسالة في نفى الضرر و الضرار و رسالة في حجية الظن و رسالة في أصل البراءة و رسالة في الاستصحاب و رسالة في التعادل و الترجيح و رسالة في الإجماع و له غير ذلك من الرسائل
[الأخبار الواردة في المكاسب]
[القول في شرح رواية تحف العقول]
قال (عليه السلام) و اما تفسير التجارات في جميع البيوع و رجوه الحلال من وجه التجارات التي يجوز للبائع ان يبيع مما لا يجوز له
أقول وجوه الحلال معطوف على التجارات و الموصول اعنى لفظة التي صفة للتجارات المضاف إليها لفظ التفسير أو صفة لوجوه الحلال و