responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غاية الآمال في شرح كتاب المكاسب المؤلف : المامقاني، الشيخ محمد حسن    الجزء : 1  صفحة : 124

قال أبو عبد اللّه (عليه السلام) لما مات آدم شمت به إبليس و قابيل فاجتمعا في الأرض فجعل إبليس و قابيل المعازف و الملاهي شماتة بآدم فكل ما كان في الأرض من هذا الضّرب الذي يتلذذ به الناس فإنما هو من ذلك و عن على بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال قال رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) أنهاكم عن الزفن و المزمار و عن الكوبات و الكبرات انتهى صورة ما في الوسائل و المعارف كما في المجمع هي الات اللهو يضرب بها الواحد غرف انتهى و الزفن كما في المصباح الرقص قال فيه زفن زفنا من باب ضرب رقص انتهى و في المجمع ما لفظه في الحديث أنهاكم عن الزفن و المزمار الزّفن الرقص و اللعب و في الخبر كانت تزفن الحسن (عليه السلام) اى ترقصه و أصله اللعب و الدفن انتهى و الكوبات جمع كوبة قال في القاموس الكوية بالضم النرد و الشطرنج و الطبل الصغير و الفهر و البربط انتهى و الكبر بضم الأوّل و فتح الثاني الطبل قال في القاموس الكبر كصرد و الطبل (جمع) كبار و أكبار انتهى و في الوافي ذكر الروايتين المذكورتين على ترتيب الوسائل من دون زيادة و لا نقيصة في متنيهما لكن قال في أول سند الأولى (الكافي) محمد بن سليمان بن سماعه عن عبد اللّه بن القاسم إلى أخر الرواية على ما عرفته من الوسائل ثم قال في البيان الذي عقبها به ما لفظه المعازف الملاهي كالعود و الطنبور ثم ساق الرواية الثانية بقوله (الكافي) الأربعة عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) الى أخر الرواية الثانية على ما عرفته من الوسائل ثم قال بيان الزفن اللعب و الدف و يزفنون يرقصون و المزمار ما يزمر به و الزمر التغني في القصب و مزامير داود (عليه السلام) ما كان يتغنى به من الزبور و الكوبة بالضم يقال للنرد و الشطرنج و الطبل الصّغير و البربط و الكبر محركة الطبل انتهى و ذكر ذلك كله في باب كسب المغنية و شرائها

قوله اما اللعب فقد عرفت ان ظاهر بعض ترادفهما و لكن مقتضى تعاطفهما في غير موضع من الكتاب العزيز تغايرهما

أراد (رحمه الله) ان ظاهر بعض يعني صاحبي الصّحاح و القاموس كما تقدم في كلامه هو كون اللعب مرادفا للهو و لكن لا يخفى ما في التعبير بقوله ترادفهما خبرا عن اللعب من الحزازة و حق العبارة ما ذكرناه ثمّ ان من جملة ما وقع فيه التعاطف بين اللعب و اللهو قوله (تعالى) إِنَّمَا الْحَيٰاةُ الدُّنْيٰا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ

قوله و نحوها رواية أبي أيوب حيث أراد باللغو الغناء مستشهدا بالآية

في الوسائل عن أبي أيوب الخزاز قال نزلنا بالمدينة فأتينا أبا عبد اللّه (عليه السلام) فقال لنا اين نزلتم فقلنا على فلان صاحب القيان فقال كونوا إكراما فواللّه ما علمنا ما أراد به و ظننا انه يقول تفضلوا عليه فعدنا اليه فقلنا لا ندري ما أردت بقولك كونوا إكراما فقال اما سمعتم اللّه عز و جلّ يقول إِذٰا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرٰاماً و المراد بالقيان هنا الجواري المغنيات و ان كان قد وقع الخلاف في أصل وضع القينة من حيث اعتبار وصف الغناء فيه و عدمه قال في المصباح القنية الأمة البيضاء هكذا قيده ابن السكيت مغنية كانت أو غير مغنية و قيل يختص بالمغنية و قينتان و قينات مثل بيضة و بيضتان و بيضات انتهى ثم ان هذه الرواية إنما تنطبق على ما اراده (المصنف) (رحمه الله) من ترادف اللهو و اللغو تمام الانطباق لو كان قد وقع التعبير فيها عن الغناء باللهو ثم وقع الاستشهاد بالآية كما وقع في رواية محمّد بن حماد و ليس (كذلك) كما عرفت متن الرواية فتعين ان يكون مراد (المصنف) (رحمه الله) ان رواية أبي أيوب مثل رواية محمّد بن حماد من جهة انه أراد باللغو في الآية الغناء حيث استشهد بالآية فتقوم رواية أبي أيوب مقام استشهاد مولينا الرّضا (عليه السلام) بالآية في الانضمام الى قوله (عليه السلام) ان السّماع في حيز اللهو فيحصل من انضمامه اليه ترادف اللهو و اللغو كما كان يحصل من انضمام الاستشهاد بالآية الى ما ذكره (عليه السلام) بقوله ان السّماع في حيّز اللهو ترادفهما

قوله و في رواية أبي خالد الكابلي عن سيّد السّاجدين (عليه السلام) تفسير الذنوب التي تهتك العصم بشرب بالخمر و اللعب بالقمار و تعاطى ما يضحك الناس من اللغو و المزاح و ذكر عيوب الناس و في وصية النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) لأبي ذر (رضي الله عنه) ان الرجل ليتكلم بالكلمة فيضحك الناس فيهوى ما بين السّماء و الأرض

الظاهر ان الغرض من ذكر الرواية الأولى بيان مستند للتحريم الذي هو وجه في مقابل ما ذكره من الوجه الأقوى و ذلك لدلالتها عليه من حيث عدما يضحك الناس من اللغو و المزاح في عداد الذنوب التي هي شرب الخمر و اللعب بالقمار و ان الغرض من ذكر الرواية الثانية بيان مستند الكراهة لظهور قوله (عليه السلام) فيهوى ما بين السّماء و الأرض في ذلك و (الظاهر) ان وجه جعله الكراهة أقوى هو كون مستندها مؤيدا بالشهرة العظيمة

[المسألة الحادية و العشرون مما يحرم التكسب به لكونه محرما في نفسه مدح من لا يستحق المدح]

قوله مدح من لا يستحق المدح أو يستحق الذم ذكره العلامة (رحمه الله) في المكاسب المحرمة

لا يخفى ان الموجود في كلام العلامة (رحمه الله) انما هو الثاني و عكسه دون الأوّل قال في التذكرة يحرم حفظ كتب الضلال و نسخها لغير النقض و الحجة و تعلمها الى ان قال و مدح من يستحق الذم و بالعكس و التشبيب بالمرأة المعروفة المؤمنة بلا خلاف في ذلك كله انتهى و مثله بعينه عبارة القواعد بالنسبة إلى مسألتنا و معلوم ان المراد بالعكس انما هو ذم من يستحق المدح و كذا في المنتهى قال (رحمه الله) فيه الغيبة حرام و كذا هجاء المؤمنين و الكذب عليهم و النميمة و السعاية بالمؤمنين و سبهم و شتمهم و السّعى في القبيح و مدح من يستحق الذم و ذم من يستحق المدح و الأمر بشيء من ذلك و أخذ الأجرة عليه و التشبيب بنساء المؤمنين بلا خلاف انتهى ثم ان عبارة عنوان المسئلة بظاهرها نعطي انه لو كان جائر مؤمنا أو سخيا أو شجاعا مثلا لم يجز مدحه بإيمانه أو سخائه أو شجاعته لانه يصدق عليه انه مدح من يستحق الذم و لو من جهة جوره و (الظاهر) ان ذلك مما لا يلتزم به أحد و لهذا قال في جامع المقاصد ان المراد مدح من يستحق الذم من الوجه الذي يستحق به الذم و كذا عكسه أما إعطاء الشخص الواحد حقه من المدح و الذم باعتبار مقتضاهما فإنه يحسن ثم قال و لا يبعد ان يقال بتحريم مدح من يستحق الذم و ان لم يكن من الوجه الّذي يستحق به الذم إذا فهم السامع منه كونه ممدوحا لما فيه من إيهام الباطل انتهى و يبقى الكلام في المراد من العبارة الاولى اعنى مدح من لا يستحق المدح فنقول ان أريد به وصفه بما ليس فيه (مطلقا) سواء كان متصفا بصفة الأخرى مذمومة أم لا كان الفرق بينه و بين مدح من يستحق الذم ظاهر أو كان وجه حرمته واضحا ضرورة انه نوع من الكذب الا انه يتجه على هذا التقدير اشكال و هو انه لا وجه لافراد هذا بخصوصه عن الكذب كما ان أفراد مدح من يستحق الذم (أيضا) لو كان هو العنوان يتجه عليه هذا الاشكال و لهذا قال في جامع المقاصد في مقام دفع الاشكال عن الأخير و انما ذكر هذا بخصوصه و ان كان نوعا من الكذب لأنه أغلظ من غيره و لما في ذم من يستحق المدح من زيادة إيذائه انتهى و ان أريد به مدح من ليس أهلا للمدح أصلا و (كذلك) العكس كما صرح في مفتاح الكرامة بأنه قد يراد بمدح من يستحق الذم و ذكر انه يشعر به عبارة (الدروس) حيث قال و الذم لغير اهله و المدح في غير محله اتجه عليه (أيضا) الإشكال السابق و لا مدفع له

اسم الکتاب : غاية الآمال في شرح كتاب المكاسب المؤلف : المامقاني، الشيخ محمد حسن    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست