اسم الکتاب : عوائد الأيام في بيان قواعد الأحكام المؤلف : النراقي، المولى احمد الجزء : 1 صفحة : 35
داري؛ و المفروض أنّه صديقه.
نعم: لو فرض كون شهادة حاله مختصا بصورة علم المالك، لاختصت الإذن فيها أيضا.
و قد يحصل التعارض بين شهادة الحالين، كما إذا زعم زيد أنّ عمرا عدوّه، و كان هو في نفس الأمر من أصدق أصدقائه، فالحالة المعلومة تشهد بعدم الإذن له في دخول داره، و الحالة النفس الأمرية تشهد بالإذن له فيه، و لكن المعلوم بالشهادة الاولى ليس إلّا المنع من الدخول لو كان كذا واقعا، و لمّا لم يكن كذا واقعا، تبقى الشهادة الثانية بلا معارض، فيعمل بها؛ بل يحصل هنا حالة مركبة شاهدة بالإذن كما يأتي.
[تحقيق في أن الإذن بأقسامه مؤثرة شرعا]
و تحقيق المقام: أنّ الإذن الحاصلة في كل من الأقسام الثلاثة- الصريح، و الفحوى، و شاهد الحال- مؤثرة شرعا في ما تشترط فيه الإذن، و مقبولة، و تترتب عليها الآثار.
أما الأول: فظاهر.
و أما الثاني: فلكون المعاني المفهومة التزاما كالمفهومة مطابقة في التأثير؛ لأنّ مناط الأحكام: على الفهم و العلم، دون الدلالات المطابقية.
و أما الثالث: فلأنّ المفروض حصول العلم بالإذن بسبب شهادة تلك الحال، و لم يثبت أنّه يشترط في تأثير الإذن كونها معلومة بلفظ دالّ، فإنّه ورد أنّه:
«لا يحل مال امرئ مسلم إلّا بطيب نفسه» [1] و لم يقيد بأنّه تجب أن تكون معلومية طيب نفسه بلفظ، فالثلاثة معتبرة شرعا، مترتّب عليها ما يترتّب على الإذن.
[ذكر صور تعارض كل من أقسام الإذن مع الآخر]
و لكن قد يحصل المعارض [2] لكل من الثلاثة، و معارضة أيضا إما يكون صريحا، أو فحوى، أو شاهد الحال. و صور التعارض المقصود ذكرها ستة: