responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عبقرية مبكرة لأطفالنا المؤلف : توفيق بوخضر    الجزء : 1  صفحة : 253

فإن الآية الشريفة واضحة في أن الإنسان قد يكون في هذا العالم صحيحاً معافا إلا أنه في عالم المثال وعالم الشهود يوم القيامة حقيقته هو العمى ، وأن هذا العمى ليس اعتباطياً بل له سبب وهو إعراض عن ذكر الله في عالم الدنيا ؛ فمن يشرب سماً قاتلاً فإن بدنه يتلف ويموت وسبب موته هو شرب السم ، وكذلك العمى في الأخرى سببه الإعراض عن ذكر الله.

فإذا تقرر ذلك عرف أنه يجب على المربي وعلى الوالدين أن يحافظا على ابنهما في جميع العوالم وليس في عالم واحد ، وذلك من خلال التربية والتعليم والتأديب بما جاء عن الله وعن الرسول وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين ، بل حتى الإنسان الكامل كرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحتاج إلى مؤدب يؤدبه ، ولكن المؤدب له هو الخالق لأن نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) لا يستطيع أحد أن يعلمه شيئاً ؛ لأن حقيقته الوجودية أكمل من أي حقيقة أخرى فهو خاتم الأنبياء والمرسلين بل هو أدنى من قاب قوسين من الحقيقة الكاملة ومع ذلك نجد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يقول بعد نزول قوله تعالى : « خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين » قال صلوات الله عليه وعلى آله : « أدبني ربي بمكارم الأخلاق » صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فكان المؤدب له هو الله لأنه الكمال المطلق ، وكان النبي هو المؤدب لأهل بيته وأصحابه وهم المؤدبون لنا ونحن المؤدبون لأبنائنا بما أدبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله).

النقطة الثالثة : الوصول إلى مرتبة الإنسان الكامل :

لكي يكون الإنسان إنساناً كاملاً لا بد أن يكون عبدالله سبحانه وتعالى ، لأن الكمال الحقيقي الذي ينشده الإنسان لنفسه هو افتقاره لله سبحانه وتعالى ،

اسم الکتاب : عبقرية مبكرة لأطفالنا المؤلف : توفيق بوخضر    الجزء : 1  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست