responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عبقرية مبكرة لأطفالنا المؤلف : توفيق بوخضر    الجزء : 1  صفحة : 243

والأنواع ، أو في جنس دون جنس ، أو في نوع دون نوع ، وسائر ما يشاكل ذلك من الأحداث. ولما كانت أخلاق النفس تابعة لمزاج البدن ، وكانت الأحداث التي ذكرناها مغيرة لمزاج البدن ، صارت أيضاً مغيرة للأخلاق ، ولأن المزاج الأول الأصلي هو الغالب على الإنسان في الأمر الأكثر ، وكان المزاج الاصلي هو الذي طبع عليه الإنسان في وقت كونه في الرحم ، وفي وقت مولده وخروجه إلى جو العالم صار وقت الكون ووقت المولد أدل الأشياء على مزاج الإنسان ، وعلى أحواله التابعة للمزاج ، مثل خلقة البدن ، وخلق النفس والمرض والصحة ، وسائر ما يتبع ذلك ، فهذه الأشياء وما يشبهها من الأمور التي لا تشارك شيئاً من الأفعال الإرادية فيه مما يمكن معرفته بالنجوم ، وأما الأشياء التي تشارك الأمور الإرادية بعض المشاركة ، فقد يمكن أن يصدق فيها هذا العلم على الأمر الأكثر ، وإذا لم يستعمل فيه الإرادة جرى على ما تقود إليه الطبيعة. على أنه قد يعرض الخطأ والغلط لأصحاب هذه الصناعة من أسباب كثيرة ، بعضها يختص بهذه الصناعة دون غيرها ، وبعضها يعمها وغيرها من الصنائع ».

النقطة الخامسة : اعتدال المزاج :

اعتدال المزاج هو أن تكون النفس في حالة من اللطف ووسيطة الملكات ، وكون الجسم بحالته الطبيعية التي تلائم وجوده ، وعدم وجود نقص فيه. والمزاج هو قبوله للشيء العارض عليه فهو مقتض للأمر وليس علة تامة في الفعل. وقد ذكر العلامة محمد الريشهري في ميزان الحكمة ج 4 ، ص 3411 ما هذا نصه :

« فيختلف انعقاد الملكات بحسب ما يناسب المورد سرعة وبطئاً. ومع ذلك كله فليس يخرج دعوة المزاج المناسب لملكة من الملكات أو عمل من

اسم الکتاب : عبقرية مبكرة لأطفالنا المؤلف : توفيق بوخضر    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست