responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عبقرية الشريف الرضي المؤلف : زكي مبارك، محمد    الجزء : 1  صفحة : 70

أيها السادة:

تلكم ثقافة الشريف الرضي، و ذلك إحساسه بخطر البلاغة و قوة الكلام البليغ.

و إنما أطلنا في سرد الشواهد و ضرب الامثال لنريكم أن الشريف لم يكن في حياته الشعرية من اللاهين، و إنما كان يقتحم البلاغة اقتحام الفحول، و يؤمن بأن الفصاحة من أشرف ما يزدان به الرجال، و يرى آثار الاقلام أبقى على الزمن من آثار الرماح و السيوف.

فان قلتم: و كيف صح للشريف أن يفتن بنفسه و بشعره ذلك الفتون؟ قلنا: إن لذلك موجبات سنعود اليها في المحاضرة المقبلة بالتفصيل.

مقام الشريف الرضي بين شعراء القرن الرابع‌

أيها السادة:

حديث الليلة عن شاعرية الشريف الرضي كما يصورها في قصائده القصار و الطوال، و قد تعقبنا حديثه عن شعره فرأينا زهي به و اختال أكثر من ستين مرة، فساقنا ذلك إلى البحث عن السر فيما أدّى به الى الاسراف في الزهو و الاختيال.

قد تقولون: و هل تفرد الشريف الرضي بالحديث عن شعره حتى تبحث عن السر في ذلك؟ألم تعرف هذه السجية فيمن سبقه من الشعراء كأبي تمام و البحتري و ابن الرومي و المتنبي؟ و أجيب بأن هذه الخصلة لم يتفرد بها الشريف، و لكنه أفرط و أسرف فلم يكن بدّ من الكشف عن سرّ ما وقع فيه من الإفراط و الإسراف.

و لكي تعرفوا كيف أفرط و أسرف، أسوق اليكم شواهد تبين غلبة

اسم الکتاب : عبقرية الشريف الرضي المؤلف : زكي مبارك، محمد    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست