responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الكميت بن زيد الاسدي المؤلف : داود سلوم    الجزء : 1  صفحة : 43

قصائده. و لا شك أنه استعان بما بين يديه من شعر الاقدمين في التراث الاسلامي الذي كان عمره حوالي ثلاثة أرباع القرن من المثل العليا و الدنيا و من الخير و الشر. و لهذا لا يمكن أن نجد فلسفة خارقة للعادة أو شاذة أو جديدة جدا عما كان مألوفا حتى زمن الكميت، و لكن هضمه كل هذا و لكونه في آخر زمن تجمعت فيه تجارب سريعة لبني قومه بعد الاسلام و عصر الفتوحات و ما قبلها، فعرض تجاربه بشكل جديد و جدير و عنيف.

و لعل انضج ما في شعره من التأمل قصيدته التي روتها (الجمهرة) فقد جمع فيها عدة حقائق هي خلاصة فلسفته النابعة من العلاقات الاجتماعية السائدة في بيئته و فيها تمجيد للحلم و العقل و الافادة من التجربة و الطاعة المستوجبة لذوي الرأي.

ألا لا أرى الايام يقضى عجيبها # بطول و لا الاحداث تفنى خطوبها

و لا عبر الايام يعرف بعضها # ببعض من الاقوام الا لبيبها

و لم أر قول المرء الا كنبله # به و له محرومها و مصيبها

و ما غبن الاقوام مثل عقولهم # و لا مثلها كسبا أفاد كسوبها

و ما غبن الأقوام عن مثل خطة # تغيب عنها يوم قيلت أريبها

..............

و تفنيد قول المرء شين لرأيه # و زينة أخلاق الرجال و ظوبها

و أجهل جهل القوم ما في عدوهم # و اقبح أخلاق الرجال غريبها

رأيت ثياب الحلم و هي مكنة # لذي الحلم يعرى و هو كاس سليبها

و لم أر باب الشر سهلا لأهله # و لا طرق المعروف و عثا كثيبها

و اكثر مأتى المرء من مطمأنه # و اكثر أسباب الرجال كذوبها

.............

و لكن صبرا عن أخ لك ضائر # عزاء اذا ما النفس حنّ طروبها

رأيت عذاب الماء ان حيل دونه # كفاك لما لا بد منه شريبها

و ان لم يكن الا الاسنة مركب # فلا رأي للمحمول الا ركوبها

اسم الکتاب : شعر الكميت بن زيد الاسدي المؤلف : داود سلوم    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست