[الحديث السابع و الخمسون]

57- أحمد بن مهران، عن عبد العظيم بن عبد اللّه، عن يحيى بن سالم، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: لمّا نزلت: «وَ تَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ» قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): هي أذنك يا عليّ.

[الحديث الثامن و الخمسون]

58- أحمد بن مهران، عن عبد العظيم بن عبد اللّه، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: نزل جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية على محمّد (صلى اللّه عليه و آله) هكذا:

«فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا (آل محمّد حقّهم) قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنٰا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا

قوله: قال وَ تَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ)

(1) لما أخبر اللّه تعالى عن اهلاك ثمود و عاد و فرعون و أتباعه و قوم لوط و قوم نوح و انجاء أصحابه بحملهم فى الجارية قال «لِنَجْعَلَهٰا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَ تَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ» أى لنجعل لكم هذه الفعلة و هى انجاء المؤمنين بحملهم فى الجارية و اغراق الكافرين أو لنجعل العقوبات المذكورة كلها تذكرة للعقوبة و الرحمة بسبب المعصية و الطاعة و عبرة لاهل التذكر و التفكر فى عاقبة الامور «وَ تَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ» أى تحفظها اذن حافظة يحفظ ما يجب حفظه و ينبغى ضبطه بتذكيره و اشاعته و العمل بموجبه.

قوله: قال رسول اللّه (ص) هى اذنك يا على)

(2) قال صاحب الطرائف قدس اللّه روحه روى الثعلبى فى تفسير قوله تعالى «وَ تَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ» قال قال رسول اللّه (ص) سألت اللّه تعالى أن يجعلها اذنك يا على، قال على فما نسيت بعد ذلك شيئا و ما كان لى أن أنساه. و روى نحو ذلك ابن المغازلى فى كتابه باسناده الى النبي (ص) و نقل بعض المفسرين عن أبى الحسن الواحدى و هو من مشاهير علماء أهل السنة أنه قال فى تفسيره المسمى بأسباب النزول: ان هذه الآية نزلت فى على بن أبى طالب (ع) و روى باسناده عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال ضمنى رسول اللّه (ص) الى صدره و قال «يا على أمرنى ربى أن أقربك منى و أعلمك و أن كل ما سمعت منى تحفظه و لا تنساه» و نقل عن الثعلبى أنه روى عن بريدة عنه (ص) «ان هذه الآية نزلت بعد أن أمره اللّه تعالى بتعليم على (ع) و أخبره بأنه يحفظ كل ما يسمعه و لا ينساه» و عن الحافظ أبى نعيم الاصبهانى أنه نقل فى حلية الاولياء عن رزين انه قال نزلت هذه الآية فى على بن أبى طالب (ع). و عن الثعلبى أيضا أنه روى عن عبد اللّه بن الحسن قال لما نزلت هذه الآية قال النبي (ص) «اللهم اجعلها اذن على، فما سمع شيئا الا حفظه» و ذكره صاحب الكشاف فيه و نقله الطبرسى عن المكحول و بالجملة روايات العامة و الخاصة ناطقة بأن هذه الآية نزلت فى شأن على بن أبى طالب (ع) و اذا كان له من بين الصحابة اختصاص بهذه الفضيلة الشريفة و المرتبة الرفيعة كيف يرضى أحد أن تقدم عليه جماعة من الجهلة، و طائفة من الفسقة و اللّه ولى التوفيق و منه هداية الطريق.

قوله: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا آل محمد حقهم)

(3) و هو الولاية و الخمس و الطاعة و