بهذه الآية على محمّد (صلى اللّه عليه و آله) هكذا: «بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ(في عليّ) بَغْياً».
[الحديث السادس و العشرون]
26- و بهذا الإسناد، عن محمّد بن سنان، عن عمّار بن مروان، عن منخّل، عن جابر، قال: نزل جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية على محمّد هكذا: «وَ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمّٰا نَزَّلْنٰا عَلىٰ عَبْدِنٰا(في عليّ) فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ».
[الحديث السابع و العشرون]
27- و بهذا الاسناد، عن محمّد بن سنان، عن عمّار بن مروان، عن منخّل، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: نزل جبرئيل (عليه السلام) على محمّد (صلى اللّه عليه و آله) بهذه الآية هكذا:
تمسك بذيله أبدا و هذا التفسير أحسن مما قيل من أن الصراط المستقيم عبارة عن الدين [1] لانه حينئذ تأكيد لفهم ذلك من الامر بالاستمساك و الوحى لان اللّه لا يأمر بالاستمساك و لا يوحى الى نبيه الا دينا مستقيما، و التأسيس اولى من التأكيد.
قوله: بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ)
(1) ما نكرة بمعنى شيء مميزة لفاعل بئس المستكن فيه و اشتروا به صفته و معناه باعوا و استبدلوا على سبيل التشبيه و الاستعارة و أن يكفروا مخصوص بالذم و بغيا علة ليكفروا أو اشتروا و الفصل ليس بأجنبى يعنى بئس شيئا باعوا به حظ أنفسهم و هو الايمان و ذلك الشيء كفرهم بما أنزل اللّه فى علي بغيا و عدوانا لغصبهم حقه حسدا و عنادا و ربما يتوهم أن فى هذا الحديث [2] دلالة على ان قوله فى على كان فى نظم التنزيل و هم حذفوه اخفاء لامره.
قوله: قال نزل جبرئيل (ع) بهذه الآية هكذا «وَ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ»
(2) دل ظاهرا [3] على أن قوله «فى علي» كان فى نظم القرآن و أن بناء كونهم فى ريب مما نزله اللّه على محمد (ص) فى على (ع) على كونهم فى ريب من النبوة و من كون القرآن من عند اللّه و لذلك خاطبهم على سبيل التعجيز بقوله «فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ» ليعلموا أن القرآن من قبله تعالى و أن محمدا نبيه و أن كل ما جاء به فى حق على من قبله تعالى.
[1] قوله «عبارة عن الدين» و ليس الدين الا طريقة أمير المؤمنين (ع) و كل صراط غير صراطه ليس بمستقيم و كل ما ليس بمستقيم ليس من الدين فى شيء و لو لم يكن هذا الحديث لم يكن لنا شك فى كون الصراط المستقيم صراط على (ع) بما تحقق لنا من سيرته و عمله و علمه و اخلاصه. (ش)
[2] قوله «و ربما يتوهم الخ» اشارة الى ان هذا توهم باطل بل المراد أنه تنزيل المعنى لا تنزيل اللفظ. (ش)
[3] قوله «دل ظاهرا» لكن هذا الحديث ضعيف قال الشيخان النجاشى و الكشى فى منخل بن جميل أنه ضعيف فاسد الرواية و كذلك العلامة فى الخلاصة و كل رواية فى اسناده منخل فى هذا الباب حاله كذلك و لا حاجة لنا الى تصحيح رواية ينسب إلينا بسببها اللين و التسامح و قلّة التدبر مع أن أدلة ولاية أمير المؤمنين (ع) و فضله على الصحابة بل على جميع أفراد البشر بلغت فى الوضوح مرتبة اعترفت بها اليهود و النصارى و المشركون و كل من سمع به و اطلع على أخباره و قرأ شيئا من كلامه و مع ذلك فلا فائدة فى التمسك بروايات ضعيفة الاسناد واهية المعانى منقولة ممن شهد المتبحرون من علماء الرجال بكذبهم و لا يحتمل صدورها من الائمة المعصومين (عليهم السلام)- (ش)