لعدّونا منه شيء إلّا ما غصب عليه و إنّ وليّنا لفي أوسع فيما بين ذه إلى ذه- يعني بين السّماء و الأرض- ثمّ تلا هذه الآية: «قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا(المغصوبين عليها) خٰالِصَةً(لهم) يَوْمَ الْقِيٰامَةِ»بلا غصب.
[الحديث السادس]
6 عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن الريّان قال:
كتبت إلى العسكري (عليه السلام): جعلت فداك روي لنا أن ليس لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) من الدّنيا إلّا الخمس: فجاء الجواب: أنّ الدّنيا و ما عليها لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله).
[الحديث السابع]
7 محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد رفعه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): خلق اللّه آدم و أقطعه الدّنيا قطيعة،
غيرها أو استقت بالدولاب و حفر البرء فهو لنا، و نسبة الاستقاء الى تلك الانهار مجاز لان الاستقاء فى الحقيقة فعل لمن يخرج الماء منها بالحفر و الدولاب يقال استقيت من البئر أى أخرجت الماء منها و بالجملة يعتبر فى الاستقاء ما لا يعتبر فى السقى من المبالغة فى الكسب و الاعتمال.
قوله: الا ما غصب عليه)
(1) الغصب أخذ مال الغير ظلما و عدوانا و فعله من باب ضرب تقول غصبه منه و غصبه عليه بمعنى و ضمير المجرور فى «عليه» هنا راجع الى الموصول بتضمين معنى الاستيلاء أو التسلط و الظاهر أن الاستثناء منقطع الا أن يراد بالشيء النصيب مطلقا أعم من أن يكون حقا أو باطلا.
قوله: بين ذه الى ذه)
(2) ذه للاشارة الى المؤنث الواحدة و أصلها ذى قلبت الياء هاء.
قوله: ثم تلا هذه الآية «قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا»)
(3) أى قل يا محمد الزينة و الطيبات التى أوجدها اللّه تعالى للذين آمنوا ظاهرا و باطنا فى الحياة الدنيا و هم الأوصياء و شيعتهم المغصوبون عليها و ليس لغيرهم فيها حظ و تصرف الا أن يغصبوا عليها و يتصرفوا فيها ظلما و عدوانا و الحال أنها خالصة لهم يوم القيامة بلا غصب و لا مشاركة لغيرهم لان قوة الاغيار داحضة يوم القيامة و غلبة الكفار ساقطة فيه، و قوله «خٰالِصَةً» بالنصب على الحال من فاعل الظرف و هو «الذين» عند أكثر القراء و بالرفع على أنها خبر بعد خبر عند نافع، و قوله «فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا» ظرف للنسبة بين المبتدأ و الخبر أو متعلق بآمنوا على احتمال بعيد.
قوله: روى لنا أن ليس لرسول اللّه (ص) من الدنيا الا الخمس)
(4) هذا الحصر باطل أما أولا فلان الدنيا كلها له (ص) و ما كان منها فى أيدى الكفار كان بطريق الغصب، و أما ثانيا فلان الانفال له بنص القرآن و هى غير الخمس نعم لو اريد بالدنيا الارض المفتوحة عنوة صح الحصر و لكن لم يرو ذلك.