1 الحسين بن محمّد بن عامر بإسناده رفعه قال: قال أبو عبد اللّه (عليه السلام): من زعم أنّ الامام يحتاج إلى ما في أيدي النّاس فهو كافر إنّما النّاس يحتاجون أن يقبل منهم الامام، قال اللّه عزّ و جلّ: «خُذْ مِنْ أَمْوٰالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِهٰا».
[الحديث الثاني]
2 عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الوشّاء، عن عيسى بن سليمان النخّاس، عن المفضّل بن عمر، عن الخيبريّ و يونس بن ظبيان قالا: سمعنا أبا- عبد اللّه (عليه السلام) يقول: ما من شيء أحبّ إلى اللّه من إخراج الدّراهم إلى الامام و إنّ اللّه ليجعل له الدّرهم في الجنّة مثل جبل احد، ثمّ قال: إنّ اللّه تعالى يقول
لقلعها، و لو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها يكون معه عصا موسى و خاتم سليمان يغيبه اللّه في سره ما شاء اللّه ثم يظهره فيملأ به الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
قوله: و هو قائم أهل زمانه)
(1) أى قائم بأمر اللّه في أهل زمانه و فيه دلالة على ما هو المطلوب في هذا الباب.
قوله: من زعم أن الامام يحتاج الى ما في أيدى الناس فهو كافر)
(2) لان ذلك يوجب تعظيمهم و تحقيره و المؤمن مأمور بتعظيمه و توقيره ظاهرا و باطنا و التحرز عن اذلاله سرا و جهارا.
(3) أى تطهر مالهم و تنميه باخراج حق الغير عنه أو تطهر مالهم و تزكى نفوسهم، و تطهرها من الاخلاق الرذيلة أو بالعكس، و قوله «خذ» دل على وجوب الاخذ مع الدفع لا على وجوب الدفع او استحبابه بل هما من خارج و الآية دلت على أن فائدة الاخذ راجعة إليهم لا إليه فهى حجة لقوله انما الناس يحتاجون أن يقبل منهم.
قوله: ما من شيء أحب الى اللّه من اخراج الدراهم الى الامام)
(4) يدل على استحباب اخراجها إليه ابتداء مطلقا سواء كانت واجبة أو مندوبة لا على وجوبه كما هو مذهب المفيد و أبى الصلاح، و انما كان ذلك أحب لانه توصل به (ع) و تقرب منه و من اللّه تعالى و لانه (ع) أعرف بمواضع الحاجات و مواسم الخيرات و أحوال الرجال و كيفية الانفاق و قدره و وجوه البر و طرق المصارف، و لانه يميل إليه طباع الخلق و يقوى به أمره و يكمل به