responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 369

في جنّته معه أولئك الاثنا عشر الامام العدل، فقال: صدقت و اللّه الذي لا إله إلّا هو إنّي لأجدها في كتب أبي هارون، كتبه بيده و أملاه موسى عمّي (عليهما السلام)، قال:

فأخبرني عن الواحدة، أخبرني عن وصيّ محمّد كم يعيش من بعده؟ و هل يموت أو يقتل؟ قال: يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة، لا يزيد يوما و لا ينقص يوما، ثمّ يضرب ضربة هاهنا- يعني على قرنه- فتخضب هذه من هذا قال: فصاح الهاروني و قطع كستيجه و هو يقول: أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله و أنّك وصيّه، ينبغي أن تفوق و لا تفاق و أن تعظم و لا تستضعف. قال ثمّ مضى به عليّ (عليه السلام) إلى منزله فعلّمه معالم الدّين.

[الحديث السادس]

6 محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن الحسين، عن أبي سعيد العصفوري عن عمر [و] بن ثابت، عن أبي حمزة قال: سمعت عليّ بن الحسين (عليهما السلام) يقول:

إنّ اللّه خلق محمّدا و عليّا و أحد عشر من ولده من نور عظمته، فأقامهم أشباحا في


<قوله>: و قطع كستيجه)

(1) الكستيج بالضم خيط غليظ بقدر الاصبع يشده الذمى فوق ثيابه [1] دون ما يتزينون به من الزنانير المتخذة من الابريسم معرب كستى: ميان بر.

قوله: من نور عظمته)

(2) هناك ثلاثة أشياء بحسب لحاظ العقل: الذات و عظمته و نور عظمته، و عظمته عبارة عن تجاوز قدره عن حد العقول حتى لا يكون لها سبيل الى معرفة كنهه و حقيقته، و العظيم في صفة الاجسام كبر الطول و العرض و العمق و اللّه تعالى جل قدره عن ذلك، و النور هو الظاهر بنفسه المظهر لغيره و لعل المراد بنور عظمته الحجاب [2] لان حجابه


[1] قوله «يشده الذمى فوق ثيابه» شعار خاص بالمجوس لا يتركونه بحال البتة و الظاهر أن الراوى اشتبه عليه الامر و كان من بلاد العجم معاشرا للمجوس زعم أن كل كافر يعقد الكستيج حتى اليهودى و ليس كذلك و الرواية ضعيفة و حنان بن سراج في اسنادها مصحف حيان السراج بالتوصيف و قوله يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما و لا ينقص يوما غير موافق للواقع مع هذا التدقيق الّذي ينافى حمله على التقريب و المسامحة. (ش)

[2] قوله «و لعل المراد بنور عظمته الحجاب» لعله تعريف بالاخفى فان الحجاب أيضا في اللّه تعالى غير معقول اذ لا حاجب بينه و بين خلقه الا أن تحجبهم الامال و لا بد من تأويل الحجاب كتأويل النور و قد يأول الحجب بمراتب وجود الممكنات و المهيات فان الوجود اذا تقيد بماهية من المهيات امتنع من ان يتصف بصفات ماهية اخرى و تغيب عنه و الواجب غير مقيد بماهية فلا يمتنع من جميع الصفات الكمالية، ثم ان المهيات المقيدة بالتغير و الزمان و المكان يتضاعف عليها الحجب فيغيب المختص بزمان عن الموجود المختص بزمان آخر و المكان كذلك و كلما بعد مرتبة الممكن عن الواجب زاد حجابه فالحجاب بين الممكن و الواجب انما يحجب الممكن عنه تعالى و لا يحجبه تعالى عن الممكن و ما يتوهم أن الحجاب لا يتعقل الا بالنسبة الى الطرفين فاذا حجب أحد الطرفين عن الاخر حجب الاخر عن الاول فهو مسلم في الموجودات المتساوية في الرتبة دون المختلفة ألا ترى أن الحيوان محجوب عن ادراك رتبة الانسان في عقلياته و الانسان غير محجوب عن ادراك رتبة الحيوان في حسياته، و لا يبعد أن يكون المراد من الحجاب النور المحجوب عن ادراك عقل الممكنات، و المعنى رتبة أرواح الائمة (عليهم السلام) فوق رتبة النفوس الناطقة البشرية فهى محجوبة عن البشر كما أن رتبة الانسان محجوبة عن الحيوان و اذا كان كذلك استحق أن يكون وجودهم قبل الاجسام لان العقول و الروحانيين لا يتوقف وجودهم على استعداد المادة كالنفوس المنطبعة.

و اعلم أن هذا الخبر و ان كان ضعيفا من جهة الاسناد الا أن معناه يدل على صدوره عن أهل بيت العصمة و قد مضى معناه فيما سبق و تكرر مثله في كتب الامامة و إلا فأهل الظاهر القاصرين على النظر الى هذه الحياة الدنيا الذين هم عن الآخرة غافلون يتوهمون ان خلق الاشباح قبل الابدان و أمثال ذلك من الخرافات و لا يتعقلون خلق المجرد قبل المادة و الروحانى قبل الجسمانى و لا تقدم الاشباح و الاضلال قبل العناصر و لا يخطر ببالهم امكان وجود العقول القدسية و الارواح الطاهرة قبل خلق الابدان من أب و أم حتى يخترعوا مثل هذه الاحاديث. (ش)

اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 369
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست