20- إسحاق قال: أخبرني محمّد بن الرّبيع السائي قال: ناظرت رجلا من الثنويّة بالأهواز، ثمّ قدمت سرّ من رأى و قد علق بقلبي شيء من مقالته فانّي لجالس على باب أحمد بن الخضيب إذ أقبل أبو محمّد (عليه السلام) من دار العامّة يوم الموكب فنظر إليّ و أشار بسبّاحته أحد أحد فرد فسقطت مغشيّا عليّ.
[الحديث الحادي و العشرون]
21- إسحاق، عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت على أبي محمّد (عليه السلام) يوما و أنا اريد أن أسأله ما أصوّغ به خاتما أتبرّك به. فجلست و انسيت ما جئت له، فلمّا ودّعت و نهضت رمي إليّ بالخاتم فقال: أردت فضّة فأعطيناك خاتما ربحت الفصّ و الكراء، هنّاك اللّه يا أبا هاشم فقلت: يا سيّدي أشهد أنّك وليّ اللّه و إمامي
<قوله>: محمد بن الربيع النسائى)
(1) فى كثير من النسخ هكذا بالنون و السين المهملة، و فى بعضها النشائى بالنون و الشين المعجمة، و فى بعضها الناشئ، و فى بعضها الشامى، و فى بعضها الشيباني. و الظاهر ان الكل تصحيف أو تحريف، و أنه محمد بن ربيع بن سويد السائى و هو من أصحاب أبى محمد الحسن العسكرى (ع).
قوله: ناظرت رجلا من الثنوية)
(2) هم الذين يقولون بأن للعالم إلهين احدهما النور و الخيرات كلها منسوبة إليه، و الثانى الظلمة ضده، و الشرور جميعها منسوبة إليها، و قد مر ما دل على فساد مذهبهم فى كتاب التوحيد.
قوله: اذ أقبل أبو محمد (ع) من دار العامة يوم الموكب)
(3) لعل المراد بدار العامة دار السلطان و الاضافة لرجوع عامة الناس إليها، و بيوم الموكب اليوم الّذي يجتمع فيه الفرسان كيوم الزينة و نحوها. و فى بعض النسخ يؤم بالهمزة و شد الميم بمعنى يقصد، و الموكب بفتح الميم و كسر الكاف جماعة فرسان يسيرون برفق و أيضا الوقم الركوب للزينة.
قوله: و أشار بسباحته أحد أحد فرد)
(4) السباحة و المسبحة الاصبع التى تلى الابهام، و فى بعض النسخ بسبابته و لعل المراد أنه قال هذه الاسماء الثلاثة الدالة على ما ينافى مذهب الثنوية مع الاشارة بالسباحة، و الاكتفاء بالاشارة رمزا إليها بعيد. ثم تلك الاسماء فى بعض النسخ مرفوعة على الخبرية بتقدير اللّه أو هو أو نحوهما و فى بعضها منصوبة على المفعولية بتقدير أعنى و نحوه. و لعل وجه الغشية هو هيبته (ع) و تأثير كلامه فى قلبه أو عدم الطاقة على تحمل ما شاهده من المعجزة و الكرامة أو تأثير جذبة الحق و تجلى عظمته و نوره عند الاشارة و الخطاب، و على التقادير يظهر منه زوال ما علق بقلبه.