السلطان و إن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا، و استقلّه عند ذلك و استضعفه و أمر أن يحجب عنه، فلم يأذن له في الدّخول عليه حتّى مات أبي، و خرجنا و هو على تلك الحال و السلطان يطلب أثر ولد الحسن بن عليّ (عليهما السلام).
[الحديث الثاني]
2 عليّ بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن ابراهيم بن موسى بن جعفر قال: كتب أبو محمّد (عليه السلام) إلى أبي القاسم إسحاق بن جعفر الزّبيري قبل موت المعتزّ بنحو عشرين يوما: الزم بيتك حتى يحدث الحادث، فلمّا قتل بريحة كتب إليه قد حدث الحادث فما تأمرني؟ فكتب ليس هذا الحادث [هو] الحادث الآخر فكان من أمر المعتزّ ما كان.
و عنه قال: كتب (عليه السلام) إلى رجل آخر: يقتل ابن محمّد بن داود عبد اللّه قبل قتله بعشرة أيّام، فلمّا كان في اليوم العاشر قتل.
أن يكون جعفر لحماقته عرض ذلك مرتين مرة على ابن الخاقان و مرة على الخليفة و اللّه أعلم.
قوله: و استقله)
(1) أى رآه قليلا لا وزن له، و المعنى رآه في غاية القلة في العقل و النقص في الرأى.
قوله: قبل موت المعتز)
(2) اسمه محمد بن المتوكل و سبب قتله انه لما قتل بعض أمرائه و أخاه المؤيد خالفه سائر الامراء و أخذوا برجله و انسحبوه من دار الخلافة الى الشمس و أقاموه فيها و أمروه بخلع نفسه عن الخلافة فخلع فحبسوه في السجن و منعوه من الماء حتى مات. و كان ذلك في سنة خمس و خمسين و مائتين عاش أربعا و عشرين سنة و ملك الخلافة ثلاث سنين و ستة أشهر، و ملكها بعده ابن اخيه المهتدى محمد بن الواثق بن المتوكل.
قوله: و كتب (ع) الى رجل آخر يقتل ابن محمد بن داود عبد اللّه قبل قتله بعشرة ايام)
(3) يقتل على صيغة المجهول و عبد اللّه بدل من ابن محمد، و قبل قتله بعشرة أيام متعلق بكتب.
يعنى كتب قبل قتل عبد اللّه بن محمد بن داود بعشرة أيام أنه يقتل فلما كان فى اليوم العاشر قتل.