بدمه و جاءوا بالنيران ليحرقوا الباب، فقال المأمون لأبي الحسن (عليه السلام): يا سيّدي ترى أن تخرج إليهم و تفرّقهم، قال: فقال ياسر: فركب أبو الحسن و قال لي:
اركب فركبت فلمّا خرجنا من باب الدّار نظر إلى الناس و قد تزاحموا، فقال لهم بيده تفرّقوا تفرّقوا، قال ياسر: فأقبل الناس و اللّه يقع بعضهم على بعض و ما أشار إلى أحد إلّا ركض و مرّ.
[الحديث التاسع]
9 الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن مسافر، و عن الوشّاء، عن مسافر قال: لمّا أراد هارون بن المسيّب أن يواقع محمّد بن جعفر قال لي أبو الحسن الرّضا (عليه السلام) اذهب إليه و قل له: لا تخرج غدا فانّك إن خرجت غدا هزمت و قتل أصحابك فان سألك من أين علمت هذا؟ فقل: رأيت في المنام، قال: فأتيته فقلت له:
جعلت فداك لا تخرج غدا فانّك إن خرجت هزمت و قتل أصحابك فقال لي: من أين علمت هذا؟ فقلت: رأيت في المنام، فقال: نام العبد و لم يغسل استه، ثمّ خرج فانهزم و قتل أصحابه، قال: و حدّثني مسافر قال: كنت مع أبي الحسن الرّضا (عليه السلام) بمنى فمرّ يحيى بن خالد فغطّى رأسه من الغبار فقال: مساكين لا يدرون ما يحلّ بهم في هذه السنة، ثمّ قال: و أعجب من هذا هارون و أنا كهاتين- و ضمّ
<قوله>: أن يواقع محمد بن جعفر)
(1) أى يحاربه، و هو محمد بن جعفر الصادق (ع) و قيل كان ملقبا بالديباج و كان شجاعا كريما سخيا. و في بعض كتب السير أنه كان يرى رأى الزيدية فى أن الامام من نسل فاطمة (عليها السلام) من يخرج بالسيف فخرج في سنة تسع و تسعين و مائة على المأمون فغلب بعد المحاربة و أخذ و بعث الى المأمون و هو في خراسان فعززه و أكرمه و مات فى جرجان عند توجه المأمون الى بغداد فدخل المأمون بنفسه فى قبره و دفنه.
قوله: فقل رأيت في المنام)
(2) أمره بذلك اما باعتبار أنه رأى ذلك في النوم فى الواقع، أو باعتبار أن الكذب للمصلحة و حفظ النفس المحترمة [1] جائز.
قوله: لا يدرون ما يحل بهم في تلك السنة)
(3) قد ذكرنا سابقا ما حل بهم و سببه.
قوله: ثم قال و أعجب من هذا هارون و أنا كهاتين و ضم اصبعيه)
(4) أى سبابتيه و يحتمل غيرهما و أراد بقوله «هارون و أنا كهاتين» ما بينهما من المقاربة و المجاورة، و أنا اما
[1] قوله «ان الكذب للمصلحة و حفظ النفس المحترمة» الخبر ضعيف و تأويل الشارح تكلف. (ش)