responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 2

[تتمة كتاب الحجة]

[تتمة أبواب الحجة]

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

(باب) (فيما جاء ان حديثهم صعب مستصعب)

[الحديث الأول]

1- محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): إنّ حديث آل محمّد صعب مستصعب لا يؤمن به إلّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد امتحن اللّه قلبه


قوله (ان حديث آل محمّد صعب مستصعب)

(1) [1] لعل المراد أن حديثهم و حديث ما هم عليه من شرافة الذات و نورانيتها و الكلمات الفاضلة و الاخلاق الكاملة و الاشراق التى تختص بها عقولهم و القدرة على ما لا يقدر عليه غيرهم من العلم بالامور الغيبية و الاسرار الالهية و الاخبار الملكوتية و الآثار اللاهوتية و الاطوار الناسوتية و الاوضاع الفلكية و الاوصاف الملكية و الوقائع الخالية و البدائع الآتية و الحالية و الاحكام الغربية و القضاء العجيبة صعب فى نفسه مستصعب فهمه على الخلق لا يؤمن به و لا يقبله الا ملك مقرب أو نبى مرسل أو عبد امتحن اللّه قلبه للايمان و أعده بتطهيره و امتحانه و ابتلائه بالتكاليف العقلية و النقلية و كيفية سلوك سبيله لحصول الايمان الكامل باللّه و برسوله و بالأئمة و باليوم الاخر حتى يتحلى بالكمالات العلمية و العملية و


[1] قوله «صعب مستصعب» مفاد هذا الباب نهى العوام عن التعرض لما لا يفهمون و لا يستعدون لادراكه و نهى الخواص عن القائه على العوام كما قال موسى بن جعفر (عليهما السلام) ليونس «ارفق بهم فان كلامك يدق عليهم» و قد نهى الحكماء عن مثل ذلك قال ابن سينا فى أول الاشارات و أنا اعيد وصيتى و اكرر التماسى أن يضن بما يشتمل عليه هذه الاجزاء كل الضن على من لا يوجد فيه ما اشترطه فى آخر هذه الاشارات و قال فى آخر الاشارات: فضنه عن الجاهلين و المبتذلين و من لم يرزق الفطنة الوقادة و الدربة و العادة و كان صغاء مع الغاغة، أو كان من ملحدة هؤلاء المتفلسفة انتهى.

و سر ذلك أنه ما من مسئلة من المسائل العقلية و الاصولية الا و للوهم فيها معارضة و مكافحة يجب التمرن لدفع وسوسته حتى يؤمن العقل من ابداء الادلة و يخضع النفس له و لا بد أن يكون الناظر فى الادلة متمرنا فى تفكيك مدركات الوهم عن مدركات العقل و يرتاض حتى يعتاد و لا يحصل ذلك بسهولة لكل أحد، و هذا معنى قوله (ع) «امتحن اللّه قلبه للايمان» و المثال المعروف أن العقل يركب قياسا من مقدمات بينة يوافقه الوهم فيقول الميت جماد و الجماد لا يخاف منه، فينتج الميت لا يخاف منه فيعترف العقل بهذه النتيجة و لا يعترف الوهم، و كذلك الايمان باللّه يعارضه الوهم بأن كل موجود محسوس و اللّه تعالى ليس بمحسوس فهو نعوذ باللّه ليس بموجود و الايمان بالوحى و النبوة يعارضه الوهم بأن ليس للانسان قوة ادراكية غير هذه الحواس الظاهرة و الباطنة فكيف يدرك النبي أو الولى الوقائع الماضية و الآتية و الامور الحالية الحادثة فى الاماكن البعيدة مع وجود الحائل؟ و كيف يسمع الصوت من عالم آخر لا يسمعه غيره؟ و يرى الملك و الموجودات الغيبية و ليس لاحد قوة مدركة لذلك و كذلك كل شيء معارض بشبهة و لا يتخلص عنها الا من ارتاض و تمرن بتمييز وساوس الاوهام من مدركات العقول و الوهم متقيد بالعادات و انحصار الحقيقة فى حدود خاصة استأنسها فاذا فاجأها غير المأنوس أنكره و استوحش منه و عد قائله سفيها أو نسبه الى الضلال و الكفر اعنى بكل ما يراه شر العقائد و من نشأ زمنا طويلا من عمره على تعظيم الخلفاء يستوحش اذا سمع لعنهم قهرا لعادته لا لدليل دل عقله إليه و ينسب اللاعن الى أشد ما يراه شرا من العقائد. (ش)

اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 2
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست