أرفعهم درجة و أقربهم من رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) و أشبهم به هديا و خلقا و سمتا و فعلا و أشرفهم منزلة و أكرمهم عليه فجزاك اللّه عن الاسلام و عن رسوله و عن المسلمين خيرا، قويت حين
لخلال شريفة و مناقب منيفة كان بعضها كافيا فى استحقاق الامامة و قد اجتمع فيه من حميد الصفات و انواع الكمالات ما تفرق فى غيره من الصحابة حتى انه من اشجع الصحابة و أعلمهم و أزهدهم و أفصحهم و أسبقهم ايمانا و أكثرهم جهادا بين يدى رسول اللّه (ص) و أقربهم نسبا و صهرا منه كان معدودا فى أول الجريدة و سابقا الى كمال فضيلة و قد قال فيه ربانى هذه الامة ابن عباس رضى اللّه عنه.
قوله: و أكرمهم سوابق)
(1) لسبقه عليهم فى الايمان و العلم و الحلم و الكرم و السخاء و غيرها من المناقب و المفاخر.
قوله: و أرفعهم درجة)
(2) لان رفعة الدرجة و علو المنزلة باعتبار العلم و العمل و المناقب و كرم الاخلاق و قد فاق (ع) جميع الامة بجميع ذلك فدرجته فوق درجتهم.
قوله: و أقربهم)
(3) أى أقربهم منه فيمن يدعى الخلافة اوفى استحقاقها أو فى النسب الجسمانى و الروحانى معا فانهما من نور واحد فلا يرد أن عباس أقرب.
قوله: و أشبههم به هديا و خلقا و سمتا و فعلا)
(4) الهدى بفتح الهاء و سكون الدال السيرة و الهيئة و الطريقة، و الخلق بضم الخاء و اللام و سكونها الدين و الطبع و السجية و حقيقته أنه لصورة الانسان الباطنة، و هى نفسه و أوصافها و معانيها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورة الظاهر و أوصافها و معانيها و لهما أوصاف حسنة و قبيحة و تعلق الثواب و العقاب و النقص و الكمال بأوصاف الصورة الباطنة أكثر و أشد من تعلقها بأوصاف الصورة الظاهرة و لهذا تضمنت الآيات و الروايات فى مدح حسن الخلق و السمت و الهيئة الحسنة و القصد و قد كان (ع) فى سيرته الباطنة و هيئته الظاهرة و أخلاقه الفاضلة و أفعاله الجميلة مشابها للنبى (ص) على وجه الكمال و لا يشاركه فى تلك أحد من الصحابة و غيرهم.
قوله: و أشرفهم منزلة و أكرمهم عليه)
(5) قد كانت منزلته أشرف و أرفع و هو عليه (ص) أكرم و أعز لما فيه من جميع أنواع الخير و الشرف و الفضائل و استحقاق رئاسة الدنيا و الدين.
قوله: فجزاك اللّه)
(6) دعاء له بمقابلة احسانه بالاحسان و لفظ الخبر جامع لكل ما يطلبه و يرغب فيه.
قوله: قويت)
(7) وصفه بالقوة المطلقة كما وصفهم بالضعف المطلق و حذف المتعلق فيهما للدلالة على التعميم أو المراد قويت فى الدين و العلم و الجهاد حين ضعفوا فيها.