لهم، لا شية فيها- قال: لا خصومة فيها- لعدوّهم و أن يكون لهم فيها ما يحبّون و أخذ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) على جميع الأئمّة و شيعتهم الميثاق بذلك، و إنّما السلام عليه تذكرة نفس الميثاق و تجديد له على اللّه، لعلّه أن يعجّله جلّ و عزّ و يعجّل السلام لكم بجميع ما فيه.
[الحديث الأربعون]
40- ابن محبوب، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: سمعته يقول:
اللّهمّ صلّ على محمّد صفيّك، و خليلك و نجيّك، المدبّر لأمرك.
(باب) النهى عن الاشراف على قبر النبي (صلى الله عليه و آله)
[الحديث الأول]
1 عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد البرقيّ، عن جعفر بن المثنّى الخطيب قال: كنت بالمدينة و سقف المسجد الذي يشرف على القبر قد سقط و الفعلة يصعدون و ينزلون و نحن جماعة، فقلت لأصحابنا: من منكم له موعد يدخل على أبي عبد اللّه (عليه السلام) اللّيلة؟ فقال مهران بن أبي نصر: أنا، و قال إسماعيل بن عمّار الصيرفي:
أنا، فقلنا لهما: سلاه لنا عن الصعود لنشرف على قبر النبيّ (صلى اللّه عليه و آله)، فلمّا كان من الغد لقيناهما، فاجتمعنا جميعا، فقال إسماعيل: قد سألناه لكم عمّا ذكرتم، فقال: ما احبّ لأحد منهم أن يعلو فوقه و لا آمنه أن يرى شيئا يذهب منه بصره أو
الدنيا أن يبدلها اللّه من أجل السلام و بسببه يعنى يجعلها سالمة لهم بعد ما لم تكن، بعيد جدا.
قوله: و يسلم ما فيها لهم)
(1) عطف على يبدلها و قوله لا شية فيها حال مؤكدة
قوله: قال سمعته يقول اللهم صل على محمد)
(2) وجه ذكره فى هذا الباب غير ظاهر و فيه دلالة على جواز الصلاة على النبي منفردا، و الصفى المصطفى المختار و الّذي يصافى الود لصاحبه و يخلصه له. فعيل بمعنى فاعل أو مفعول، و الخليل الصديق المحب من الخلة و هى الصداقة و المحبة التى تخللت القلب فصارت خلاله أى فى باطنه و لذلك يخص بمن كانت خلته مقصورة على حب اللّه تعالى ليست فيها شركة لغيره، و هى حالة شريفة لا ينالها أحد بكسب و اجتهاد، و انما يخص اللّه تعالى بها من يشاء من عباده مثل سيد المرسلين (صلوات اللّه و سلامه عليه) و آله الطيبين الطاهرين، و النجاة المناجى المخاطب لصاحبه و المحدث له و صاحب سره، و المدبر للامر المحدث به و المتقن له و الناظر فى ادباره و عواقبه و الساعى فى ترويجه.