responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 167

إنّ اللّه اختاركم و فضّلكم و طهّركم و جعلكم أهل بيت نبيّه و استودعكم علمه و أورثكم كتابه و جعلكم تابوت علمه، و عصا عزّه و ضرب لكم مثلا من نوره و عصمكم من الزّلل و


بالاحسان و الاكرام و وعيد لمن خالفهم بالاذلال و الانتقام كما فى قوله «فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّٰارِ» أى بعد عنها «وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فٰازَ» أى فقد فاز بنيل الجنة و درجاتها و النجاة من النار و دركاتها. روى على بن ابراهيم عند تفسير هذه الآية باسناده عن أبى عبد اللّه (ع) حديثا طويلا دل على أن قوله تعالى «فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّٰارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فٰازَ» نزل فى محمد و على و الحسن و الحسين و الائمة من ذرية الحسين (عليهم السلام) و شيعتهم.

قوله: وَ مَا الْحَيٰاةُ الدُّنْيٰا إِلّٰا مَتٰاعُ الْغُرُورِ)

(1) الحياة الدنيا اما معناها المعروفة أو لذات الدنيا و زخارفها و أسبابها، و المتاع بالفتح السلعة و ما يتمتع به و المنفعة، و الغرور بالضم اما مصدر بمعنى الخدع يقول غره يغره غرورا اذا خدعه أو جمع غار أو ما اغتر به من متاع الدنيا، و الاضافة على الاولين لامية و على الاخير بيانية و قد شبه متاع الحياة الدنيا بالمتاع الّذي يدلس صاحبه على المشترى و يغره و يخفى عليه عيبه ليشتريه، و فيه تسلية لهم على فوات ما أحبوه من حياة النبي (ص) و زوال ما قرر لهم من الملك و الخلافة بغصب الاعداء.

قوله: ان اللّه اختاركم)

(2) لما ذكر أحوال الدنيا مجملة و عدم اعتبارها ذكر جملة من فضائلهم التى لا يوازيها شيء تبشيرا لهم بالكرامة و تذكيرا لهم بأن ما آتاهم اللّه خير مما فات منهم و انما ترك العطف لعدم التناسب بينهما.

قوله: و طهركم و جعلكم أهل بيت نبيه)

(3) كما قال جل شأنه إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.

قوله: و استودعكم علمه)

(4) أى جعلكم حفظة لعلمه الّذي أنزله من لدن آدم الى خاتم الأنبياء تقول. استودعته وديعة اذا استحفظته اياها.

قوله: و جعلكم تابوت علمه)

(5) التابوت الصندوق الّذي يحرز فيه المتاع قال الجوهرى أصله تابوة مثل ترقوة و هو فعلوة فلما سكنت الواو انقلبت هاء التأنيث تاء.

قوله: و عصا عزه)

(6) العز و العزة القوة و الغلبة و منه العزيز فى أسمائه تعالى و هو القوى الغالب الّذي لا يغلب، و جعلهم عصا عزه كناية عن ظهور عزه تعالى فى الخلق و قيامه بهم كقيام الرجل بالعصا اذ لو لم يكونوا لم يعرفه الخلق أصلا فضلا عن معرفته بأنه عزيز.

قوله: و ضرب لكم مثلا من نوره)

(7) اشارة الى آية النور و هى اللّٰهُ نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكٰاةٍ- الآية و قد مر شرحها.

اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست