responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 145

و الرّوح، سبقت رحمتي غضبي، فقال: اللّهمّ عفوك عفوك، قال: و كان كما قال اللّه قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ، فقال له أبو بصير: جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى؟

قال: ما بين سيتها إلى رأسها، فقال: كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق و لا أعلمه


و منزه عن العيوب و النقايص و الاظهر أنهما اسمان بمعنى مسبح و مقدس و اما سبوح قدوس فمذكورة فى الاسماء و أما سبوح فنص على أنه من الاسماء الزبيدى و ابن فارس، و قال المازرى و اختلف فى الروح فقيل هو جبرئيل (ع)، و قيل ملك عظيم، و قيل خلق لا تراهم الملائكة و قيل الروح الّذي به الحياة.

قوله: سبقت رحمتى غضبى)

(1) كما قال جل شأنه «رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ» و من سعتها و سبقها أنه لا يدخل الجنة أحد الا بتفضله و أنه يغفر الذنوب كلها إلا لمن أشرك به و أبطل قبول فيضه بالكلية كما قال عز شأنه «قُلْ يٰا عِبٰادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ لٰا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ إِنَّ اللّٰهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» و قال «إِنَّ اللّٰهَ لٰا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مٰا دُونَ ذٰلِكَ لِمَنْ يَشٰاءُ وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللّٰهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلٰالًا بَعِيداً».

قوله: فقال اللهم عفوك عفوك)

(2) قال ذلك لبسط الرجاء و الاستعطاف و اظهار أن سبق الرحمة بمجرد العفو دون الاستحقاق. و عفوك اما منصوب باضمار الناصب أى اطلب عفوك أو مرفوع بتقدير الخبر أى عفوك محيط بالمذنبين.

قوله: قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ)

(3) القاب القدر و عينها و او يقال بينى و بينه قاب رمح و قاب قوس أى مقدارها و القاب أيضا فى القوس ما بين المقبض و السية (يعنى ما بين قبضة كمان و گوشه آن) فلكل قوس قابان. و من حمله فى الآية على هذا قال فيها قلب أى قابى قوس و هذا على التقديرين كناية عن كمال القرب و الاطلاع على حقيقة الامر.

قوله: ما قاب قوسين أو أدنى)

(4) كانه سؤال عن قوله أو أدنى و لذلك بينه (ع) و قال ما بين سيتها الى رأسها. سية القوس على وزن عدة بتعويض الهاء عن الواو المحذوفة ما عطف من طرفيها و المشهور فيها عدم الهمزة، و منهم من يهمزها و يقول سئة.

قوله: قال كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق)

(5) لعل المراد بالبين البين المعنوى اذ لا مكان له و بالحجاب الحجب النورية الدالة على جلاله و كماله و عظمته المانعة من ادراكها و ادراك ما وراءها و هى الانوار التى لو كشفت لاحرقت من أبصرها و أهلكت من نظرها كما خر موسى صعقا و تقطع الجبل دكاء عند تجليها، و خلفها انوار لم يقدر على مشاهدة شيء منها الا خاتم النبيين لقوة قلبه و كمال قربه و نظر إليها من الحجاب ما شاء اللّه و نسبتها

اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست