responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 140

يا محمّد إنّ اللّه تبارك و تعالى لم يزل متفرّدا بوحدانيّته ثمّ خلق محمّدا و عليّا و فاطمة، فمكثوا ألف دهر، ثمّ خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها و أجرى طاعتهم عليها و فوّض أمورها إليهم. فهم يحلّون ما يشاءون و يحرّمون ما يشاءون و لن يشاءوا إلّا أن يشاء اللّه تبارك و تعالى، ثمّ قال: يا محمّد هذه الديانة الّتي من تقدّمها مرق و من تخلّف عنها محق و من لزمها لحق، خذها إليك يا محمّد.

[الحديث السادس]

6 عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن صالح بن سهل عن أبي عبد اللّه (عليه السلام): أنّ بعض قريش قال لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): بأيّ شيء سبقت الأنبياء و أنت بعثت آخرهم و خاتمهم؟ قال: إنّى كنت أوّل من آمن بربّي و أوّل


<قوله>: ألف دهر)

(1) الدهر اسم للزمان الطويل و مدة حياة الدنيا، و قيل الدهر اذا عرف باللام يراد به الزمان الطويل و اذ أنكر يراد به مدة الدنيا.

قوله: فأشهدهم خلقها)

(2) فهم كانوا يشاهدون خلقها و انتقالها من طور الى طور و يعظمون اللّه على كمال قدرته.

قوله: و فوض أمورها إليهم)

(3) ضمير التأنيث راجع الى الاشياء فاما أن يراد بها جميعها و بالامور أعم من الاحكام و غيرها من التدبير فى المحركات و الساكنات، أو يراد بها المكلفون منها و بالامور الاحكام، زيادة و نقصانا، أمرا و نهيا، و هذا انسب بسياق الكلام

قوله: هذه الديانة التى من تقدمها مرق)

(4) مرق السهم عن الرمية مروقا اذا خرج من الجانب الاخر، و فيه اشارة الى أن الناس فى حقهم على ثلاثة أصناف الاول من وصفهم فوق وصفهم و جاوز عن حدهم و هم الغلاة. و الثانى من تخلف عنهم و لم يصفهم بوصفهم و لم يقر بحقهم و هم النواصب و أضرابهم، و الثالث من لزمهم قولا و فعلا و عقدا و تبعهم فى جميع الامور و هم شيعتهم و أهل ديانتهم و الاولان فى طرف الافراط و التفريط و الاخير فى الوسط المسمى بالعدل.

قوله: باى شيء سبقت الأنبياء)

(5) أى فى الفضل و الكمال و القرب بالحق و ليس المراد وجه سبقته فى الوجود الروحانى لان الجواب لا يناسبه، لا يقال التفضيل ينافى قوله تعالى «لٰا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ» لانا نقول: لعل المقصود من ذلك نفى الفرق فى الرسالة و النبوة و أما تفضيل بعضهم على بعض فخصائص خص اللّه بها بعضهم قال اللّه تعالى «تِلْكَ الرُّسُلُ- الآية»

قوله: قال انى كنت أول من آمن بربى)

(6) دل على أن للمعلم فضلا على المتعلم، و لمن آمن أولا على من آمن آخرا و هو أمر يثبته العقل و النقل.

اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست