responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية المؤلف : الهاشمي، السيد كامل    الجزء : 1  صفحة : 58

والحكماء الإلهيين ، من خلال قدراتهم العقلية المتميزة من الوصول إلى بعض الأمور الغيبية والتعرف على حقيقتها ، ولكن مع ذلك ظلت حاجة الإنسان شديدة إلى الأديان والرسالات السماوية من أجل وعي وإدراك حقيقة العالم الغيبي ولو بنحو الإجمال ؛ لأن الوعي التفصيلي بكل حقائق عالم الغيب ربما لا يتيسر للإنسان مادام في هذه الدنيا . ولأنَّ أكثر الناس تعجز عن إدراك حقيقة العالم الغيبي فإن الشرائع قد أمرتهم أن يؤمنوا إيماناً إجمالياً بالغيب ، وأن لا يسعوا لتكلّف التعرف والإحاطة بما لا يمكن لعقولهم الإحاطة به وإدراك حقيقته ، ولذا حينما سئل أمير المؤمنين (ع) عن القدر قال : (طريق مظلم فلا تسلكوه ، وبحر عميق فلا تلجوه ، وسر الله فلا تتكلفوه) [1] .

ومما ينبغي الالتفات إليه بصورة أساسية أن حقيقة الحقائق ، وهو الله سبحانه وتعالى ، الذي هو المقصد الأصلي للإنسان في سيره التكاملي والروحي ، مهما اقترب الإنسان منه وارتبط به فإنه يظل غيباً بالنسبة إليه ، وليس بإمكان أي إنسان أن يحيط بحقيقة الذات المقدسة ، وهذا المطلب مقرر بصورة واضحة وجلية في نصوص الشريعة وكلمات العرفاء . وكم هي جميلة كلمة الإمام السجاد (ع) حينما يناجي ربه قائلاً : (إلهي قصرت الألسن عن بلوغ ثنائك كما يليق بجلالك ، وعجزت العقول عن إدراك كنه جمالك ، وانحسرت الأبصار دون النظر إلى سبحات وجهك . ولمْ تجعل للخلق طريقاً إلى معرفتك


[1] نهج البلاغة : قصار الحكم / رقم 287 .

اسم الکتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية المؤلف : الهاشمي، السيد كامل    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست