responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية المؤلف : الهاشمي، السيد كامل    الجزء : 1  صفحة : 56

عند الكثير منا ، هو تنبيه شبابنا المسلم على ضرورة التطلع إلى الغيب وما وراء عالم المادة والطبيعة ، ولكن من موقع الرغبة في توثيق العلاقة بين العبد وربه ، لا من موقع التفكير في الاستئثار بمعلومات ومعارف غيبية يشكل العلم بها امتيازاً نفسياً للإنسان ؛ وذلك لأن الإسلام لا يعطي للعلم قيمة مجردة عن العمل ، وإنما العلم يراد له أن يكون مقدمة للعمل ووسيلة لتحقق الإنسان بحقيقة العبودية ، وكثيرون أولئك الذين حجبهم علمهم عن الله لأنهم لم يعوا أن العلم إنما هو المنزل الأول من منازل السلوك إلى الله ، وأنه لا ينبغي للسالك إلى الله التوقف عنده والاكتفاء به ، بل يلزمه تجاوزه إلى منازل القرب الأخر . وفي ذلك يقول الإمام الخميني (قده) : (فسالك طريق الحقيقة ومسافر سبيل العبودية إذا قطع هذا المنزل بالسلوك العلمي وركب مركب السير الفكري يقع في حجاب العلم ويصل إلى المقام الأول للإنسانية ، ولكن هذا الحجاب من الحجب الغليظة وقد قالوا : العلم هو الحجاب الأكبر ، ولابد للسالك أن لا يبقى في هذا الحجاب وأن يخرقه ، ولعله إذا اقتنع بهذا المقام وسجن قلبه في هذا القيد يقع في الاستدراج ، والاستدراج في هذا المقام هو أن يشتغل بالتفريعات الكثيرة العلمية ويجول فكره في هذا الميدان ، فيقيم لهذا المقصد براهين كثيرة فيحرم من المنازل الأخر ويتعلق قلبه بهذا المقام ويغفل عن النتيجة المطلوبة ، وهي الوصول إلى الفناء في الله ، ويصرف عمره في حجاب البرهان وشعبه وكلما كثرت الفروع يصير الحجاب والاحتجاب عن الحقيقة أكثر .

اسم الکتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية المؤلف : الهاشمي، السيد كامل    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست