اسم الکتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية المؤلف : الهاشمي، السيد كامل الجزء : 1 صفحة : 54
مجاهيلها وأسرارها بطريق أو آخر ، وهذا كان يدفع عدداً غير يسير من الناس للدخول في ممارسات عملية قد لا تكون مستقيمة ومتزنة تلبية للرغبة الجامحة التي تثيرها عند الإنسان فكرة الاتصال بالمجهول والارتباط بالعالم الغيبي .
وفي كلمتنا هذه نحاول أن نقدم لشبابنا المسلم بعض الحقائق والتصورات المهمة عن عالم الغيب وقضايا الروح ، مستهدفين من ذلك رفع بعض الغموض الذي يلف القضايا الغيبية ويحولها إلى قضايا يتعامل معها الكثير من الناس من موقع التخبط والاهتزاز الفكريين والسلوكيين .
وسنحاول تقديم هذه الحقائق وتلك التصورات من خلال النقاط الأربع التالية :
النقطة الأولى : ضرورة الإيمان بالغيب .
من السمات البارزة التي يذكرها القرآن الكريم للمؤمنين هي إيمانهم الراسخ بعالم الغيب فيقول تعالى : (الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ...) (البقرة : 1 ـ 3) ، ويقول عَزَّ شأنه : (إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) (يس : 11) ، ويقول سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (الملك : 12) .
وتذكيرنا بهذه الحقيقة يأتي من أجل لفت النظر والتنبيه على أن
اسم الکتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية المؤلف : الهاشمي، السيد كامل الجزء : 1 صفحة : 54