responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية المؤلف : الهاشمي، السيد كامل    الجزء : 1  صفحة : 53

الناس على عوامل خاصة ينميها ويأصلها نفس المعتقد الديني للشخص المؤمن بعالم الغيب وما وراء الحس والطبيعة ، إذ من الملاحظ أن كل الأديان حتى التي كانت من صنع البشر وابتداعهم ـ باستثناء المعتقدات الإلحادية التي كانت تنكر وجود الخالق ووجود عالم آخر غير عالمنا المادي هذا ، وهي نادرة تمثل حالات استثنائية من الشذوذ العقلي والفطري لا يمكن التعويل عليها والالتفات إليها ـ كان الإيمان بالغيب والغيبيات يحتل مجالاً واسعاً من أفقها الفكري والعقيدي .

إذن الاهتمام بالعنصر الغيبي ـ ونعني به ما لا يدرك بالحواس الخمس ـ سواء كان هو الله جَلَّ جلاله ، أم الجن ، أم الملائكة والأرواح ، أم الجنة والنار ، أم غير ذلك من الموجودات الغيبية ، لم يكن وليد فترة زمنية معينة من حياة الإنسان وتاريخه ، ولا سيَّما إذا أضفنا إلى ما تقدم الكثير من الظواهر الغيبية التي كان يشاهدها الإنسان أو يستشعر تأثيراتها من دون أن يستطيع العثور على أسبابها وعللها الحقيقة ، كالسحر والمعجزات والحسد والعين والتخاطر من بعد وخوارق العادات ، وغيرها من الظواهر التي قد ينكرها بعض الناس ولا يؤمنون بها ، ولكن كثيراً من الناس ـ إن لم يكن أكثرهم ـ يؤمنون بها وبوقوعها ، أو على أقل تقدير لا يستبعد إمكانية وقوعها وتحققها .

فهذه الظواهر وتلك الغيبيات كانت دائماً تشغل بال الإنسان وتسترعي انتباهه ، وتدفعه لمحاولة التعرف عليها من قرب والتوصل إلى

اسم الکتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية المؤلف : الهاشمي، السيد كامل    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست