responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية المؤلف : الهاشمي، السيد كامل    الجزء : 1  صفحة : 135

والتحديث الدائم للنفس بهذا الأمر ، وقد أشارت العديد من الأخبار والمرويات عن أهل بيت النبوة (ع) أن من أسباب الرؤيا الكاذبة هو حديث النفس الذي يضغط على الإنسان باتجاه خلق الصور الخيالية التي ترتبط بما يحدث الإنسان به نفسه ، ومن الملاحظ والمجرب أن الإنسان إذا حدث نفسه بشيء تشتهيه نفسه وتعجز عن تحقيقه في الخارج بالوسائل والإمكانيات المتوفرة لديها فإنها ترى تحقيقه وإنجازه في عالم الرؤيا الذي لا يعجز الإنسان عن تحقيق كل آماله وطموحاته من خلاله .

ونجد في مقولة الإمام الصادق (ع) للمفضل توضيحاً جامعاً للموقع الذي ينبغي أن لا تتجاوزه الناس في تعاملها مع الرؤيا وموقفهم منها ، إذ يقول : (فكِّر ـ يا مفضَّل ـ في الأحلام كيف دبر الأمر فيها فمزج صادقها بكاذبها ، فإنها لو كانت كلها تصدق لكان الناس كلهم أنبياء ، ولو كانت كلها تكذب ، لم يكن فيها منفعة ، بل كانت فضلاً لا معنى له ، فصارت تصدق أحياناً فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدى لها ، أو مضرة يُتَحذَّر منها ، وتكذب كثيراً لئلَّا يُعتمد عليها كل الاعتماد) [1] .

ومن الروايات الكثيرة التي ذكرنا بعضها في ما سبق والتي تعبر عن الرؤيا الصادقة ـ لا مطلق الرؤيا ـ بأنها (بشارة) أو (بشرى) من الله نعي أن الرؤيا لا يمكن لها أن تتجاوز هذا الحد لتصير مصدراً ومقياساً


[1] توحيد المفضل : 84 ـ 85 .

اسم الکتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية المؤلف : الهاشمي، السيد كامل    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست