اسم الکتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية المؤلف : الهاشمي، السيد كامل الجزء : 1 صفحة : 115
حتى لا يبقى منها شيء إذاً لمات . قلت . فكيف تخرج ؟ فقال : أما ترى الشمس في السماء في موضعها وضوؤها وشعاعها في الأرض ؟ فكذلك الروح أصلها في البدن وحركتها ممدودة) [1] .
ولأن مكاشفات الإنسان التي تحصل له في حال اليقظة أو حال النوم لا ترقى إلى مستوى المكاشفات التي تحصل للأنبياء والرسل (ع) بسبب الوحي الخاص من الله عَزَّ وجَلَّ ، ولأنها ـ أي مكاشفات غير الأنبياء والرسل والمعصومين (ع) ـ ربما داخلتها بعض الملابسات التي تحول بين من يراها وبين معرفة المراد الحقيقي والواقعي منها ؛ فإن العرفاء أكدوا أيَّما تأكيد على ضرورة اتباع المعصوم في كشفه ، وإن كشفه مقدم على كشف العارف ، وإننا لا نستغني بمكاشفاتنا عن رأى المعصوم (ع) ، نبياً كان أم إماماً ، حتى أن العرفاء كانوا يرون ضرورة الرجوع إلى المعصوم (ع) في التعرّف على أول رتبة من مراتب الكشف ، وهي التمييز بين الإلهام الإلهي والإلهام الشيطاني ، وفي ذلك يقول السيد حيدر الآملي : (والتمييز بين هذين الإلهامين محتاج إلى ميزان إلهي ومحك رباني ، وهو نظر الكامل المحقق والإمام المعصوم والنبي المرسل ، والمطلع على بواطن الأشياء على ما هي عليه ، واستعدادات الموجودات وحقائقها .
ولهذا احتجنا بعد الأنبياء والرسل (ع) إلى الإمام والمرشد ، لقوله تعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) لأن كل واحد