responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية المؤلف : الهاشمي، السيد كامل    الجزء : 1  صفحة : 100

اتصالاً روحانياً وأن تنتقش بما هو مرتسم فيها ، لأن اشتغال النفس ببعض أفاعيلها يمنعها عن الاشتغال بغير تلك الأفاعيل ، وليس لنا سبيل إلى إزالة عوائق النفس بالكلية عن الانتقاش بما في المبادئ العالية ، لأن أحد العائقين هو اشتغال النفس بالبدن ، ولا يمكن لنا إزالة هذا العائق بالكلية مادام البدن صالحاً لتدبيرها ، إلا أنه قد يسكن أحد الشاغلين في حالة النوم ، فإن الروح ينتشر إلى ظاهر البدن بواسطة الشرايين وينصب إلى الحواس الظاهرة حالة الانتشار ويحصل الإدراك بها ، وهذه الحالة هي اليقظة فتشتغل النفس بتلك الإدراكات ، فإذا انخنس الروح إلى الباطن تعطلت هذه الحواس وهذه الحالة هي النوم ، وبتعطلها يخف إحدى شواغل النفس عن الاتصال بالمبادئ العالية والانتقاش ببعض ما فيها ، فيتصل حينئذٍ بتلك المبادئ اتصالاً روحانياً ، ويرتسم في النفس بعض ما انتقش في تلك المبادئ وما استعدت هي لأن تكون منتقشة به ، كالمرايا إذا حوذي بعضها ببعض ، والقوة المتخيلة جبلت محاكية لما يرد عليها ، فتحاكي تلك المعاني المنتقشة في النفس بصور جزئية مناسبة لها ، ثم تصير تلك الصور الجزئية في الحس المشترك فتصير مشاهدة ، وهذه هي الرؤيا الصادقة .

ثم إن الصور التي تركبها القوة المتخيلة إن كانت شديدة المناسبة لتلك المعاني المنطبعة في النفس حتى لا يكون بين المعاني التي أدركتها النفس وبين الصور التي ركبتها القوة المتخيلة تفاوت إلا في

اسم الکتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية المؤلف : الهاشمي، السيد كامل    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست