responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سداد العباد و رشاد العباد المؤلف : آل عصفور، الشيخ حسين    الجزء : 1  صفحة : 178

كتاب الزكاة

و هي نوعان زكاة أبدان، و زكاة مال، و الأولى هي التي جاء بها القرآن ابتداء لأن الناس كانوا لا مال لهم.

و هي في الأصل مصدر زكى إذا نما أو طهر، فكأن إخراجها يستجلب ذلك، و يطهّر الأبدان و الأموال، و يستجلب لهما البركة و فضيلة الكرم للنفس، و تطهّرها من البخل، و شرعا: قدر معيّن يثبت في المال أو في الذمّة للطهارة و النماء.

و وجوبها من ضروريات الدين، و قد ثبت بالكتاب و السنّة و الإجماع، و تاركها مستحلا كافر يقتل إن كان فطريّا، و يستتاب إن كان مليّا، إلا أن يدعي الشبهة المحتملة في حقه.

و يقاتل مانعها لا مستحلا حتى يدفعها، و لا تباح أمواله و لا ذريته، و لا تؤخذ منه زيادة على الواجب، و ما جاء من تكفير تاركها على الإطلاق محمول على المستحل أو على المبالغة، و نفي الإسلام راجع إلى كفر الترك المعاند للإيمان لا الإسلام.

و فضلها عظيم و عقابها جسيم، و بدون تأديتها لا تقبل الصلاة، و أن قبولها متوقّف على قبول الصلاة، و لا دور، و من أداها على وجهها فهو السخي، بل أسخى الناس، و التارك لها أبخلهم، و من أخرجها من ماله تامة فوضعها في موضعها لم يسأل من أين اكتسب ماله، و من تركها أتي به يوم القيامة على أعظم ما يكون من الإذلال، و طرح لتطأه كل ذات ظلف بظلفها، و ذات خف بخفّها، و يحبسه اللّٰه يوم القيامة بقاع قرقر [1]، و يسلّط اللّٰه عليه شجاعا أقرع [2] يريده و هو يحيد عنه، فإذا رأى أن لا مفر منه أمكنه من يده فيقضمها كما يقضم الفحل، ثم يصير عليه الذهب و الفضة بمنعه حقهما ثعبانا يطوق به في عنقه بما بخل به.

و من منع زكاة أرضه طوّقه اللّٰه عزّ و جل ربعة أرضه [3] إلى سبع أرضين.


[1] القرقر القاع الأملس، و قيل: المستوي الأملس الذي لا شيء فيه، و في حديث الزكاة «بطح له بقاع قرقر» هو المكان المستوي. (لسان العرب)

[2] الأقرع من الحيّات التي قرع السم في رأسه أي جمعه فذهب شعره.

(مجمع البحرين)

[3] قال العلامة المجلسي «(قدس سرّه)» في شرح هذا الحديث من فروع الكافي:

المراد بالربعة هاهنا أصل أرضه التي فيها الكرم و النخل و الزراعة الواجبة فيها الزكاة أي يصير الأرض طوقا في عنقه إلى يوم القيامة بأن يحشر و في عنقه الأرض، و على أي حال فالعذاب واقع يقينا و إن كانت الكيفيّة غير معلومة.

اسم الکتاب : سداد العباد و رشاد العباد المؤلف : آل عصفور، الشيخ حسين    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست