اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 68
لهما، فلمّا رأى ذلك أبو بكر أعطى اللّه عهدا لا يظلّه سقف بيت حتّى يدخل على فاطمة و يتراضاها فبات ليلة في الصقيع [1] ما أظلّه شيء، ثمّ إنّ عمر أتى عليّا فقال: إنّ أبا بكر شيخ رقيق القلب و قد كان مع رسول اللّه في الغار فله صحبة و قد أتينا فاطمة مرارا نتراضاها فلم تأذن، فإن رأيت أن تستأذن لنا عليها فافعل فدخل عليها عليّ (عليه السّلام) و قال: يا بنت رسول اللّه قد كان من أمر هذين الرجلين ما قد رأيت و قد سألاني أن أستأذن لهما عليك.
فقالت: و اللّه لا آذن لهما و لا اكلّمهما كلمة من رأسي حتّى ألقى أبي فأشكوهما إليه.
قال عليّ: فإنّي ضمنت لهما ذلك.
قالت: إن كنت قد ضمنت فالبيت بيتك فأذن لمن أحببت فأذن لهما فدخلا و سلّما عليها فلم ترد عليهما و حوّلت وجهها عنهما فتحوّلا إلى الجانب الآخر و هكذا مرارا فقال أبو بكر: إنّما أتيناك نسألك أن تصفحي عنّا فالتفتت إلى عليّ فقالت: لا اكلّمهما حتّى أسألهما عن شيء سمعاه من رسول اللّه فإن صدقاني رأيت رأيي فقالا لها ذلك.
فقالت: أنشدكما باللّه هل سمعتما النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يقول: فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني و من آذاني فقد آذى اللّه؟
قالوا: اللّهم نعم.
فقالت: اللّهم إنّي أشهدك فاشهدوا يا من حضر أنّهما قد آذياني في حياتي و عند موتي و اللّه لا اكلّمهما حتّى ألقى ربّي فأشكوهما إليه فدعا أبو بكر بالويل و الثبور و قال: ليت امّي لم تلدني.
فقال عمر: عجبا للناس كيف ولّوك أمورهم و أنت شيخ قد خرفت تجزع لغضب امرأة و تفرح برضاها و قاما و خرجا، فلما نعي إلى فاطمة نفسها قالت: يا عليّ إذا قضيت نحبي فاخرجني أيّ ساعة من ليل أو نهار و لا يحضرن من أعداء اللّه و رسوله للصلاة عليّ، فلمّا قضت نحبها أخذ في جهازها من ساعته في جوف اللّيل و أشعل النار في جريد النخل و مشى مع الجنازة بالنار حتّى صلّى عليها و دفنها ليلا، فلمّا أصبح أبو بكر و عمر عادوا عايدين فاطمة فقالوا لرجل: من أين أقبلت؟