اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 207
مجيء الملائكة و الجنّ لنصرة الحسين (عليه السّلام)
و روى الشيخ المفيد بإسناده إلى أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال: لمّا سار أبو عبد اللّه (عليه السّلام) من المدينه لقيه أفواج من الملائكة المسوّمة في أيديهم الحراب على نوق من نوق الجنّة فسلّموا عليه و قالوا: يا حجّة اللّه إنّ اللّه سبحانه أمدّ جدّك بنا في مواطن كثيرة و أنّ اللّه «أمدّك بنا فقال:
إذا وردت كربلاء فأتوني، و أتته أفواج مسلمي الجنّ فقالوا: نحن شيعتك فمرنا بأمرك نقتل عدوّك و أنت بمكانك فجزاهم الحسين خيرا و قال: أما قرأتم أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ و إذا أقمت بمكاني فيما إذا يبتلى هذا الخلق المنفوس و من ذا يكون ساكن حفرتي بكربلاء و قد اختارها اللّه يوم دحى الأرض و جعلها معقلا لشيعتنا و يكون لهم أمانا في الدّنيا و الآخرة، ولكن تحضرون يوم السبت و هو يوم عاشوراء الذي في آخره اقتل و يسار برأسي إلى يزيد لعنه اللّه، فقالت الجنّ: يا حبيب اللّه لولا أنّ أمرك طاعة قتلنا جميع أعدائك قبل أن يصلوا إليك، فقال (عليه السّلام): نحن و اللّه أقدر عليهم منكم ولكن ليهلك من هلك عن بيّنة و يحيى من حيّ عن بيّنة [1].
و روي أنّه لمّا عزم على الخروج من المدينة أتته امّ سلمة فقالت: يا بني لا تحزنّي بخروجك إلى العراق، فإنّي سمعت جدّك يقول: يقتل ولدي الحسين بأرض العراق في أرض يقال لها كربلاء فقال: يا امّاه و أنا و اللّه أعلم ذلك و إنّي مقتول لا محالة و ليس لي من هذا بدّ و إنّي و اللّه لأعرف اليوم الذي أقتل فيه و أعرف من يقتلني و أعرف البقعة التي أدفن فيها و أعرف من يقتل من أهل بيتي و شيعتي، و إن أردت يا أمّاه أريك حفرتي و مضجعي ثمّ أشار (عليه السّلام) إلى جهة كربلاء فانخفضت الأرض حتى أراها مضجعه و مدفنه و موضع عسكره و موقفه و مشهده، فبكت أمّ سلمة بكاء شديدا و سلّمت أمره إلى اللّه فقال لها: يا أمّاه قد شاء اللّه عزّ و جلّ أن يراني مقتولا مذبوحا ظلما و عدوانا و قد شاء أن يرى حرمي و نسائي مشردّين